تقدم بداية الأسبوع الجاري السيد منجي الرحالي بشكاية إلى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالكاف ضد المستشفى الجهوي طالبا فتح تحقيف لفك ملابسات وفاة إبنه شمس الدين يوم الخميس 26 جانفي الماضي . وقد اتهم في شكايته المستشفى بالتقصير في حق ابنه والتأخر في إنقاذه السيد منجي الرحالي كان على وجهة أثر بالغ من الحزن ورغم مرور أسبوع على وفاة إبنه شمس الدين إلا أن الفاجعة مازالت مرسومة على تقاسيم وجهة تحدث إلينا بنبرة حزينة وملامح متعبة...تحدث عن مأساة حديثة العهد فقال : «أؤمن بقضاء الله لكني متأكد بأن فلذة كبدي ذهب ضحية الإهمال والتقصير وعدم إسعافه في الوقت المناسب، لذلك سأتمسك بالتتبع العدلي في حق من ستكشف عنه الأبحاث وتثبت مسؤوليته في ما حدث لإبني» يواصل محدثنا كلامه «يوم الخميس 26 جانفي وفي حوالي الرابعة فجرا إستقيضت فوجدت إبني يتنفس بصعوبة وفي حالة يرثى لها، فقدمت له الماء غير أن حالته بقيت على ماهي فسارعت بنقله إلى وحدة الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بالكاف وبوصولنا كانت حالة إبني الصحية متدهورة وفي حاجة مستعجلة إلى الإسعاف بوضعه بقاعة الإنعاش وإسعافه بالهواء الإصطناعي «Oxigene» غير أننا فوجئنا بأضواء المستشفى وهي مطفأة وكافة العاملين به نائمون فأخذت أنادي بصوت مرتفع إنقذوا إبني إنه في خطر...وفي الأثناء خرج إلينا طبيب أجنبي وقال لي لا يمكنني أن أقدم له أي حل بإعتباري مختصا في أمراض أخرى... بقيت أنتظر حوالي ربع ساعة إلى أن قدم الطبيب فأخذ إبني إلى إحدى الغرف الطبية وعندما إكتشف بأن جهاز الهواء الإصطناعي لا يعمل توجه به إلى قاعة أخرى أين قام بوضعه تحت الرعاية والإنعاش غير أن إبني لفظ أنفاسه بعد أن تأخر الطبيب في إنقاذه، علما أن أحد الممرضين كان قد أعلمني عند وصولي بأن الطبيب غير موجود ساعة الحادثة وقال لي بأنه إتصل به حتى يأتي لرؤية إبني المريض...هذا وأشير بأني إتصلت بدورية أمنية فور وصولي إلى الإستعجالي لإعلامها بما يحدث بالمستشفى وقد حلت الدورية قبل قدوم الطبيب وهي شاهدة على كل ما جرى. السيد منجي أكد بأن إبنه كان في صحة جيدة مساء اليوم الذي فارق فيه الحياة وأن مسألة ضيق التنفس التي تعرض إليها كان بإمكان الطبيب أو أي ممرض إنقاذه منها بتقوية التنفس لديه بالهواء الاصطناعي وأشار بأن إبنه البالغ من العمر 3 سنوات مات ضحية تقصير الاستعجالي وتأخر العاملين به في تقديم الإسعافات الضرورية له في الوقت المناسب وختم بأنه لن يتوان في متابعة المذنبين لاسيما أنه تقدم بشكاية عدلية يطالب فيها بفتح بحث أمني في الغرض. من جهة أخرى فقد أوضح بأن إبنه لم يقع تسجيله بمنظومة الإعلامية التابعة لوحدة الإستعجالي رغم خضوعه إلى بعض الإسعافات المتأخرة وفي هذا قال «هذا دليل ساطع على حالة الإهمال الذي تخيم على أجواء العمل هناك.» مدير المسشتفى يؤكد بأنه سيرفع الأمر إلى الوزارة وبإتصالنا بالسيد حاتم بوبكر مدير المستشفى الجهوي بالكاف لمعرفة رأيه وإعطائه الفرصة للرد على ما ورد على لسان زاعم الضرر السيد منجي والد الفقيد شمس الدين أكد بأنه سيرفع الملف إلى وزارة الصحة التي من المؤكد أنها ستقوم بفتح تحقيق في الغرض لتحديد المسؤوليات.