يقف الحزب الوطني التونسي اليوم إجلالا وترحما على ارواح شهدائنا الابرار ممن قضوا في القصف الغاشم الذي طال مدينة ساقية سيدي يوسف في مثل هذا اليوم من سنة 1958 ويظل هذا الحدث علامة مضيئة في تاريخ تونس المعاصرة وشاهدا على سخاء شعبنا وما قدمه من تضحيات نصرة لمسيرة الشعب الجزائري الشقيق نحو الانعتاق من براثن الاستعمار المقيت . وهذه مناسبة مجيدة نتذكر فيها ريادة وشجاعة الوطنيين وزعماء الحركة التحررية وبسالة وشهامة أبناء شعبنا الذين أجاروا من استجار بهم و كانوا دوما سندا داعما للقضايا العادلة . وشعبنا شب على هذه القيم و دفع الدم الغالي في الوفاء لها ولنا في أحداث الساقية وحمام الشط أبلغ دليل على ذلك.وامتزجت الدماء الزكية التونسية والجزائرية لترسخ أخوة لا انفصال لعروتها في كنف فضاء مغاربي متماسك الأطراف نتحمل كلنا مسؤولية تشييد بنيانه. ومازال التونسيون جيلا بعد جيل يتوارثون السخاء وكرم الضيافة وليس اقلها ما وجده الأشقاء الليبيون واللاجئون من جنسيات أخرى من عون ورعاية في زمن كانت تونس تجتاز فيه مرحلة دقيقة من تاريخها الحديث.