بمبادرة من الجبهة الشعبية الوحدوية تمّ تشكيل تنسيقية لتوحيد الفصائل القومية الوحدوية وهي تضمّ عددا من المناضلين القوميين وستبدأ اليوم الجمعة النظر في البرنامج السياسي. هذه المبادرة كانت مطروحة قبل انتخابات 23 أكتوبر 2011 حيث وجهت الجبهة الشعبية الوحدوية نداء إلى الأطراف القومية للتوحّد داخل حاضنة تنظيمية موحّدة، وفق ما أكّده منسق الجبهة عمر الماجري ل «الشروق». وقال الماجري إنه تم عقد سلسلة من الاجتماعات في تلك الفترة التي لم يستجب فيها للنداء سوى حركة البعث، موضحا أنه «بعد الانتخابات طرحت الجبهة المبادرة من جديد بانضمام عناصر قومية مستقلة مع بعض المجموعات الوحدوية والتقدّمية وعقدنا 15 اجتماعا متواصلا توّجت بندوة في 15 جانفي الماضي اتّخذ فيها قرار التشكّل تحت لواء حاضنة تنظيمية موحّدة، وتمّ على هذا الأساس تشكيل 3 لجان هي لجنة البرنامج السياسي ولجنة الاتصال ولجنة الهيكلة والتنظيم. وبخصوص دواعي إطلاق هذه المبادرة التوحيدية قال الماجري «نحن في الجبهة ننطلق من قراءة لا تهدف إلى التجميع بل إلى قراءة الفكر السياسي القومي في ظل الأوضاع والمستجدّات الحاصلة على الساحة العربية والدّولية وسنقدّم ورقات في هذا الشأن لبلورة رؤية مشتركة». وأشار الماجري إلى أن «هناك مبادرات ضمن هذا الحراك الذي تشهده الساحة الوحدوية أبرزها المؤتمر التوحيدي للفصائل الناصرية والتي نتمنى أنه بتوحّدها تنضمّ إلى المشروع التوحيدي الأوسع». وأوضح الماجري أنّ «في المبادرة التي قمنا بها توجّهين الأول لبناء حزب سياسي جديد بالمعنى الفكري والبرنامج السياسي وتوجّه ثان لبناء حزب إضافي للأحزاب الوحدوية في الساحة وهذا ما نرفضه لأننا نعتقد أنّ الساحة الوطنية تتطلّب فصيلا قوميا وازنا في المعارك السياسية القادمة». وردّا على سؤال حول موانع تجمّع كل القوى القومية ضمن جبهة سياسية واحدة قال الماجري إنّ ما يعرقل وجود هذه الجبهة أن العديد من الفصائل لم تستوعب التطورات الحادثة في الساحة العربية والعالمية والي هي بصدد إنتاج تجارب سياسية جديدة تنسجم مع طبيعة المرحلة، حيث أنّ العالم الثالث الذي ننتمي إليه انتقل من مرحلة مقاومة الاستعمار في مرحلة أولى إلى مقاومة الامبريالية في مرحلة ثانية وصولا إلى تيار العولمة الرأسمالية المتوحّشة والتي لا تستهدف الهيمنة على مقدّرات الشعوب فقط بل تفكيك تلك الكيانات، وهو ما نشهده في الساحة العربية اليوم (العراق، تقسيم السودان، محاولة ضرب وحدة الكيان السوري حاليا). وأكد أنّ مثل هذه الظروف تقتضي فكرا سياسيا جديدا يستوعب المهام التي تقتضيها المرحلة الجديدة.