تونس 7 ماي 2011 (وات)- حذرت الجبهة الشعبية الوحدوية يوم السبت بتونس العاصمة خلال أول ندوة صحفية تعقدها بعد حصولها على تأشيرة العمل القانوني يوم 19 أفريل الماضي من مغبة الالتفاف على ثورة الشعب التونسي وإجهاضها. وعبر السيد عمار الماجري منسق الهيئة التأسيسية للجبهة عن خشيته من عودة القبضة الأمنية الحديدية لقمع المتظاهرين واستعمال قانون الأحزاب القديم لإقصاء العديد من القوى السياسية والتخويف من كثرة الاحزاب ومن حركة سياسية بعينها، إضافة إلى صمت السلطة المريب على المال السياسي الذي ينساب في اتجاه أطراف معينة. وترى الجبهة أن "الانفلات او الانفجار الحزبي الذي شهدته تونس إثر الثورة " يعد أمرا طبيعيا ولده الاحتقان السياسي منذ ميلاد الدولة الحديثة في تونس وجراء سياسات القمع التي مورست على أصحاب الاراء والانتماءات السياسية المعارضة طوال عقود من الزمن ولا مجال للخوف منها. وتؤيد الجبهة الشعبية الوحدوية حرية الانتماء وتحث على القبول بقانون اللعبة الديمقراطية وتؤكد أن التخويف من حركة "النهضة" أصبح يمثل نوعا من الدعاية لها وان الخوف منها لا مبرر له ويجب ان تستعد الأحزاب لكل المواجهات الانتخابية معها. وأدانت الجبهة "استعمال العنف الشديد وأساليب القمع التي استخدمتها عناصر الأمن يوم أمس الجمعة لتفريق المتظاهرين في محيط شارع الحبيب بورقيبة"، معتبرة أن هذه الأساليب تقيم الدليل على أن القمع لا يزال يحكم الماسكين بدواليب الدولة". وقال السيد عامر الماجري في هذا الصدد ان الدولة تبحث من خلال هذه الاعمال على استعادة هيبتها "المزعومة"، متسائلا أين كانت هذه الهيبة خلال فرار المساجين وبقاء الفاسدين من النظام السابق دون قيد او محاسبة وأمام الانفلات الأمني الذي لا مبرر له". وترى الجبهة أن التواجد الأمني الملفت يوم امس الجمعة والعمل على إعادة ظهور النعرات العروشية والجهوية واستهداف المؤسسة العسكرية ينم عن وجود "اجندا خارجية ومؤامرة دولية وإقليمية لبعثرة الاوراق وإضاعة البوصلة والسطو على الثورة". وقال السيد عمار الماجري ان الجبهة ولدت في خضم الصراع على الحرية وتعتبر نفسها فصيلا من فصائل العمل القومي على الساحة الوطنية وهي تسعى الى توحيد جهود كافة الأفراد والتنظيمات والاحزاب المؤمنة بهذا المشروع والتي تتفق معها حول نفس الخلفية الفكرية. وحضر الندوة الصحفية بالخصوص ممثلون عن عدد من الاحزاب التنظيمات القريبة من التوجهات الفكرية والسياسية لهذه الجبهة على غرار حزب البعث و"الوحدة الشعبية" و"حركة الشعب الوحدوي التقدمي" وأحزاب اليسار التقدمي.