في الفترة الممتدة بين يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين تواصل تهاطل الثلوج بغزارة ليعزل مناطق ويحرم المرضى من المداواة، في المقابل لم تكن المساعدات في حجم المتطلبات ما يفرض ضرورة التدخل العاجل. تهاطل الثلوج كان مصحوبا بالرياح مما حرم المحبين للطبيعة من التجوال فالتزم العديد بيوتهم وشلت الحركة في أكثر من منطقة في كامل الولاية.
ففي معتمدية الكريب والارياف المتاخمة لها تجلى بوضوح هشاشة البنية التحتية وتفاقمت الأمراض الناجمة عن البرد القارس وأمام الشح في كميات قوارير الغاز اعتمد جل أهالي تلك الربوع وبالمثل جل أرياف سليانة على وسائل تدفئة بدائية المقتصرة على الحطب ان وجد فعلا... كما كشفت الثلوج المتساقطة في المدة الأخيرة عن هشاشة المساكن التي لم تعد قادرة على حماية السكان من الرياح. منازل قصديرية تحركت أسقفها من أماكنها وأسقف الأكواخ انحنت سواء الى الجانب الأيمن او الايسر ومرضى في حالات احتضار عمّق البرد القارس من تدهور صحتهم. وفي المقابل فقد علمنا أن السلطات تحركت بأقصى سرعة ونفس الشأن للجمعيات الخيرية لتستحضر المثل الشائع: «تسمع جعجعة ولا ترى طحينا» فاكتفت الجهات بتوفير النزر القليل من الأغطية الصوفية وتم انشاء مقر للحالات الاستعجالية وحماية أهالي سليانة من الكوارث الطبيعية وأراد البعض أن يقنع العديد من المنكوبين ان الوضع الاقتصادي الآني لا يحتمل توفير متطلبات أكثر غير هذه الهبات كانت من ضمن مساعدات العهد البائد كما أسلفنا الذكر... وأمام الوضع المتردي عمل البعض على قطع الطرقات احتجاجا على الوضع المتأزم وحتى نورد الحقيقة كما هي فأهالي أحد الأرياف المحتجة في جبل السرج هم من ميسوري الحال فجميعهم يمتلكون ضيعات فلاحية ومواشي لكنهم كانوا طامعين في أغطية صوفية من حق فقير معدم وحتى أن بعض أهالي تلك المنطقة قابلوا معتمد الجهة بجفاء وطالبوه بمصانع وطرقات وقروض وتناسوا الحاجة الماسة للفقراء المعدمين... وكم هم كثر في هذه الولاية.