تعيش الفضائيات التونسية هذه الأيام حراكا له طابعه الخاص...فلجان القراءات التي كلفت بالنظر في الأعمال الدرامية أنهت أعمالها ما يلفت الانتباه أن التلفزة التونسية اقتصرت ولأسباب مادية (حتى يأتي ما يخالف ذلك) على عمل درامي وحيد هو «أبناء الكاباس» للكاتب الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر.. وأمام تعذر تنفيذ الجزء الثالث من السلسلة الهزلية «نسيبتي العزيزة» بعد رحيل سفيان الشعري وعدم تحمس أي ممثل لتعويضه غيرت قناة «نسمة» الاتجاه... وفي المقابل أعلنت قناة حنبعل عن أن مفاجآت في الأفق تعمل على إعدادها لمشاهديها. «أبناء الكاباس» انطلاق مرحلة الاعداد تأكيد لما سبقت الاشارة إليه... تشرع قريبا الوطنية الأولى في تصوير المسلسل التلفزي «أبناء الكاباس» للأديب الروائي «عبد القادم بن الحاج نصر» وينتظر أن يعلن عن المخرج الذي سيشرف على اخراجه ومن المفترض أن يكون قد تم ذلك مساء أمس... «أبناء الكاباس» عمل درامي جديد في مسيرة الأديب الروائي الكبير عبد القادر بن الحاج نصر الذي التقته «الشروق» ليكشف الفكرة الرئسية لهذا العمل. يقول الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر حول «أبناء الكاباس». «...عندما يقبل المرء على معترك الحياة ونفسه متفتحة كبتلات الزهرة، وقلبه مفعم بالأمل... ثم شيئا فشيئا يكتشف أن الآفاق التي ارتسمت في خياله ما هي الا كذبة وأن الواقع محاط بالأسلاك الشائكة، عندما يكتشف المرء هذه الحقيقة تتغير المعادلة، وتتحول السعادة الى حزن والأمل الى خيبة، وهنا تبدأ المعركة الشرسة من أجل الوجود واثبات الذات وافتكاك النصيب من براثن المستبدين والسماسرة والخارجين عن القانون. يصمت الدكتور عبد القادر بن نصر لحظات ليواصل: تخيل معي وما ستتخيله هو واقع مر أعدادا من خريجي الجامعات فتيانا وفتيات، من أبناء المدن والقرى والأرياف، مقبلين على سوق الشغل حاملين شهائدهم العليا بين أيديهم، واقفين في طوابير الأمل أمام المكاتب المختصة فإذا بهم بعد زمن يقصر أو يطول، يكتشفون أنهم في سوق تتحكم في دواليبه السماسرة وأصحاب النفوذ الاداري المرتبطين بأصحاب المال وأنه لاحق للخروج بشيء من هذا السوق الا الذين يحسنون لعبة البيع والشراء والذين في جيوبهم مقادير من المال الى جانب الشهادة. في الوهلة الأولى يظن المعني والمعنية بالأمر ان المسألة دعابة لكنهما سرعان ما يخرجان عن دائرة الظن الى دائرة الواقع الذي لا ريب فيه، آنئذ تجوس الأنامل المرتعشة في الجيوب باحثة عن مقدار الأتاوة المروضة. تخيل معي والخيال هو الواقع آلاف العائلات الفقيرة في الأرياف والقرى والأحياء القصديرية التي عاشت في أحضان حلم جميل يتمثل في رؤية الابن والبنت يعتلون منصة التدريس بعد معاناة قاسية فإذا بهم أمام معاناة أقسى وأمر وهو البحث عن مبلغ الأتاوة ليحظى الفتى أو الفتاة بشرف الصعود على منصة التدريس والأمر من ذلك أن يجمع المبلغ ويدفع لسماسرة «الكاباس» فيذهب مع الريح، ولا يجني المعني أو المعنية بالأمر، والعائلة من وراء ذلك غير الحسرة والحزن والخسران. وختم الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر هذه الخواطر بالقول: تخيل معي في نهاية الأمر كيف أن مصاصي الدماء يمسكون برقاب الناس، وكيف يحكمون وكيف يفرضون أساليبهم وممارساتهم على عامة الناس وكيف يسلبونهم أرزاقهم ويتلاعبون بمصائرهم وذلك ترتيب متفق عليه بين النفوذ الاداري ورأس المال، وكذلك تملأ الخزائن أموالا وتقام القصور. لعلك تخيلت معي، ولعلك لمست وطأة المأساة وعمق الجراح». فتحي الهداوي في «من أجل عيون كاترينا» واذا كانت الوطنية الاولى قد اختارت «أبناء الكاباس» فإن قناة نسمة حسمت هي الاخرى أمر العمل الدرامي الخاص بشهر الصيام القادم من خلال «من اجل عيون كاترينا»... هذا العمل الذي كتبته رفيقة بوجدي سيتولى تنفيذه تقنيا المخرج القدير حمادي عرافة الذي تعددت جلساته هذه الايام مع المنتج نجيب عياد لاعداد المراحل النهائية للعمل قبل الشروع في تصويره... ولئن لم يتم الكشف عن مضمون هذ المسلسل فإن عملية تحديد قائمة الممثلين في مراحلها الختامية حيث نجد فتحي الهداوي على رأس هذه القائمة الى جانب نادرة لملوم التي تعتبر واحدة من اكتشافات المخرج حمادي عرافة وتوفيق العايب وعائشة الخياري التي جسدت باقتدار وحرفية دور مريم في مسلسل «صيد الريم». ومن الاسماء المرشحة أيضا للمشاركة في هذا العمل نجد فاطمة الزهراء معطّر... والتفكير متجه ايضا الى الممثلة سوسن معالج. علما وان رفيقة بوجدي كتبت للوطنية الاولى «الليالي البيض» وقبل ذلك «صيد الريم» كما ساهمت صحبة سامي الفهري في كتابة «كاستينغ». عودة حمادي عرافة الى الاخراج يعود حمادي عرافة الى الاخراج التلفزيوني بعد غياب امتد على طول سنوات نظرا لارتباطاته المهنية كمدير لقناة 21 الفضائية (الوطنية 2 حاليا)... في رصيده اكثر من عمل تلفزيوني ابداعي ومن أبرز هذه الاعمال: «ماطوس» و«ريح الفرنان» وقبل ذلك «رباعية يحي بن عمر»... وغيرها من الانتاجات. حمادي عرافة يعود هذا العام الى الدراما التلفزيونية بنص لرفيقة بوجدي التي غيرت الفضاء من الوطنية الاولى الى قناة نسمة. قناة حنبعل... مفاجآت في الأفق من جهة أخرى تحدث لنا لطفي السلامي المسؤول الاعلامي بقناة حنبعل فأشار انه لم يتقرر بعد اي شيء بالنسبة لرمضان القادم على قناة حنبعل... وبيّن ان لجنة القراءات تدرس حاليا مجموعة مشاريع مسلسلات تلفزيونية كما ان الادارة العامة للمؤسسة تنظر حاليا في عديد المشاريع لمنوعات وبرامج لكن لا شيء تقرر الى حد الآن... وكل ما يمكن التأكيد عليه ان مفاجآت عديدة ستكشف عنها قناة حنبعل خلال الايام القادم.
