مازالت أرياف عين عناق والصفصاف وبوجابر ومرشانة وعين سنان تنتظر فك العزلة عنها الى حد الآن حيث لا يستطيع سكانها التزود بما يحتاجونه من مواد أساسية لأن تهاطل الثلوج كان مختلفا عن باقي القرى الأخرى اذ بلغ سمكه حوالي المتر. مائدة يوغرطة المعلم الطبيعي الفريد من نوعه في تونس غطى كل جنباتها الثلج في منظر طبيعي خلاّب حيث أصبحت تمثّل بطاقة بريدية يتمنى الكلّ الحصول عليها وإهدائها لكلّ أصدقائه مع ما رافق ذلك من حضور مكثف لسكان المدينة وزوّارها للحصول على صورة للذكرى في مثل هذا اليوم. بعض الجمعيات حاولت المساعدة لفك عزلة هؤلاء السكان ماديا ومعنويا وتخفيف بعض آلامهم وذلك بتوزيع عديد المساعدات العينية على الأرياف والأحياء الفقيرة مثل حي الزهور المعروف باسم حي بوعرعارة وكذلك حي السنابل والمعروف باسم حي الانتحار. بعض المنازل أصابها الدمار خلال تساقط الثلوج حيث عانى متساكنوها من رشح سطوحها وجدرانها ومنهم من غادرها للإقامة لدى الجيران وقد كانت الألفة بينهم كبيرة . هذا الزائر الأبيض الرهيب أغلق المؤسسات التربوية على مدى يومين كاملين إلى حد الآن حيث حضر الاطار التربوي بالمدارس الابتدائية والمدرسة الإعدادية والمعهد الثانوي لكن الأولياء رفضوا ذهاب صغارهم إلى المدارس خوفا من البرد أوّلا ومن الإصابات الطارئة كالسقوط مثلا حيث تجمد الثلج وأصبح قرّيفا «verglas» كما يعبر عنه أبناء المنطقة والماء تجمد في القنوات وحتى على الأسطح حيث كان منظره بديعا . تلك هي مدينة قلعة سنان خلال هذه الأيام ثلج، برد، صقيع واستبشار بموسم فلاحي مميّز.