تراجعت الدول الغربية أمس خطوة إلى الوراء في الملف السوري حيث أقرت بصعوبة إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا في ظل رفض دمشق لهذا المقترح, فيما حذرت بغداد من مغبة التدخل الدولي في الشام والذي قد يؤدي إلى تقسيم البلاد. وبنفس اللهجة والنبرة التشاؤمية تحدثت أمس كل من أنقرة وواشنطن حول المقترح العربي بإرسال قوات حفظ سلام في سوريا تحت مظلة دولية. تحفظ أمريكي وسجلت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أمس تحفظ بلادها على الاقتراح العربي مبدية احترازها حول جدوى هذه الخطوة. وأضافت ان الاقتراح العربي بارسال قوات حفظ سلام سيكون من الصعب اقراره بالنظر الى تأييد الصين وروسيا لدمشق. وأضافت «هناك الكثير من التحديات للنقاش مثل كيفية تفعيل كل توصياتهم وبالتأكيد فإن طلب حفظ السلام سيتطلب موافقة وتوافقا.» واستطردت «لا نعلم ان كان من الممكن اقناع سوريا. فهم حتى اليوم رفضوا ذلك.» واكدت كلينتون ان بلادها تدعم أحدث خطة تقدمت بها جامعة الدول العربية بشأن سوريا لكنها ترى أن هناك تحديات أمام الحصول على موافقة الاممالمتحدة على ارسال قوات حفظ سلام لوقف العنف الذي تمارسه الحكومة السورية ضد الاحتجاجات. وبدوره, أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن قوة مماثلة يمكن أن تبدأ مهمتها في حال وجود سلام لحفظه وللأسف فإن الأمر ليس على هذا النحو في سوريا. ومن جهتها, اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن هناك صعوبات عدة في هذا الملف مضيفة انه قبل إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا ينبغي إصدار قرار أممي من مجلس الأمن وهو الأمر الذي لم يحصل بعد. وفي مؤشر على تخلي الغرب على المقترح العربي أو تسجيل تحفظه على «استجلاب» التدخل الدولي في الشؤون السورية, تمحورت كافة المحادثات التركية الأمريكية مجسدة في لقاء هيلاري كلينتون بنظيرها التركي أحمد داوود أوغلو حول المساعدات الإنسانية للشعب السوري والاستعداد لإنجاح مؤتمر «أصدقاء سوريا» المقرر عقده في تونس الاسبوع المقبل. تقسيم سوريا وفي مفصل آخر من المشهد السوري, حذر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي أمس من أن «الأزمة الكارثية» – وفق تعبيره- في سوريا باتت تنذر بمواجهات أهلية فيها وبتدخل دولي قد يؤدي إلى تقسيم البلاد. وأعرب النجيفي في بغداد عن قلقه حيال الأزمة في سوريا التي وصفها ب«الكارثية» مشيرا إلى أن الأمور تتجه نحو التدخل العسكري الدولي. واستعرض النجيفي خلال اللقاء مع وفد المنظمة الإسلامية الذي ترأسه مهدي فتح الله مدير عام شؤون التعاون في منظمة المؤتمر الإسلامي الأوضاع في سوريا وانعكاساتها الخطيرة على المنطقة وعلى العراق بشكل خاص. واعرب ذات المسؤول عن تأييد فكرة عقد مؤتمر حول التسامح والقبول بالاخر والتعايش السلمي والحوار بين مكونات الشعب وذلك بهدف معالجة الاختناقات الطائفية والدينية في المنطقة بأسرها.