محلات لبيع العطورات زينت واجهاتها ببعض الدببة... مطعم سياحي غطى واجهة محلّه بالبالونات الحمراء... بعض التخفيضات على واجهات محلات بيع الملابس...لكن التونسي، وأمام المستجدات والأخبار عبر العالم، يقف على مفترق طرق...في عيد يعود على غير العادة التي كان فيها عنوان «عيد الحب» في كل مكان... يجبرك على عدم النسيان... فما الذي تغيّر؟ لماذا التحفت الشوارع بالبرد وهل يمكن ان يكون الحب مستقبلا عادة يومية قد تجمع بين أظلعها كل فئات الشعب جمعاء؟ ... قارورة غاز أو جهاز تدفئة أجمل هديّة للحب في هذا العيد... هكذا علّق على الأمر زهير المثلوثي وقد ابتلت ملابسه نتيجة الأمطار... إذ يقول: «أجمل هدية الآن مظلّة للاحتماء من المطر، أو جهاز تدفئة بلا تكلفة... فعيد الحب هذا العام بارد جدا بدليل أن موجته قادمة ن القطب الشمالي... سابقا ربّما كنا نحتفل باهداء قطعة ملابس أو وردة حمراء او قارورة عطر... لكن اليوم بارد جدا نحتاج الى الدفئ وفاتورة الكهرباء باهظة جدا ومصاريف المعيشة في ارتفاع... الأحداث العالمية عيد بأي حال عدت يا عيد... وقف على عناوين الصحف المنشورة والمعروضة في الطريق العام. عناوين مربكة... خلايا ارهابية... امارات سلفية... كلاشينكوف... قنابل... إبادة جماعية في سوريا... حرب أهلية في ليبيا... عصيان مدني في مصر... بداية ثورة في اليونان... وابتسم للسؤال: «عن أي عيد تتحدثون والعالم على فوهة بركان... ورائحة الدماء العربية تغرق الشوارع... نحن نحتاج فعلا الى الحب... بأن يكون على الأقل هذا اليوم بالذات دون دماء... نعم بارد عيد الحب هذا العام... ليس بفعل الطقس فحسب بل بفعل كل الاوضاع التي نعيش... في تونس وفي الوطن العربي ككل، حين نشاهد القنوات الاخبارية نحس بالألم فكيف سنحتفل إذا؟ هكذا كان موقف سامي العبدلي قبل أن يغادر واجهة الصحف والمجلات. كساد لبيع الورود جلس الى ركن كشكه الصغير، يترشف فنجان قهوة ساخن، وقد تبللت الورود بألوانها المختلفة بفعل المطر، فلا نشاط يذكر هذا اليوم، هكذا علّق على الأمر عبد الكريم «هذا العيد على غير العادة لم نبع ورودا للحب كما كانت العادة بل كان الاقبال ناقصا جدا»، مؤكد أنه الطقس والأمطار والثلوج التي أرسلت رياحها الى العاصمة مضيفا «ربّما البحث عن الدفئ أهم من وردة حمراء، عيد هذا اليوم بات باردا جدا على غير العادة فحتى المطاعم التي عودتنا بالمفاجآت لم تعد تحتفل وهذا كله يدور في فلك واحد. البرد وما يحدث في العالم العربي... نحتاج فعلا الى الحب لكن... السيدة نزيهة ناشطة جمعياتية رأت في عيد الحب أنه فتح ابوابه منذ أيام وليس اليوم فقط مضيفة «منذ أن بدأت القوافل في الذهاب الى الشمال الغربي كان حينها عيد الحب قد بدأ، فعيد الحب ليس فقط وردة حمراء يهديها الرجل الى المرأة أو المرأة الى الرجل، بل تعداه الى ما أهم وهو التضامن الاختياري للشعب فيما بينه وهذا هو الحب الذي نحتاجه اليوم. نحتاج الى الحب لا الى السياسة فالسياسة فرقتنا بشدّة وجعلتنا نكره بعضنا البعض. والتآزر هو الوحيد الذي سيعيد الينا وحدتنا كشعب واحد. مرّ يوم عيد الحب أو «السان فالنتان» دون معلقات حمراء أو شعارات تغطي الواجهات دون ورود حمراء الا قلة قليلة... أما البقية يهرولون تحت المطر للعودة الى بيوتهم... الطقس شديد البرودة والبحث عن الدفئ ووسيلة نقل مريحة غاية... الكثيرين.