زارتنا في مكتبنا بكثير من الحياء والقلق و الحيرة ، كانت مترددة و لا تعرف من أين تبدأ الحديث.. ثم تنهدت وقالت إبني سجين من أجل صك بنكي.. لقد زرته فأمدني برسالة موجهة إلى الوكيل العام لمحكمة صفاقس.. أرجوكم نشر بعضها ، عل القلوب ترحم ، و القانون يتفهم.. طلبتها في صورة إبنها ، فبرز حياؤها من جديد ، فالعائلة محافظة ،.. قالت الكثير من هذا الكلام بأعين دامعة وطلبت عدم نشر صورة ابنها.. فالرحمان أوصانا بالستر و التشهير ليس من ديننا الحنيف.. أمدتني بالرسالة التي جاء فيها « إني الممضي أسفله خالد صلاح الدين العروسي الهرقلي نزيل بالسجن المدني بتهمة تدليس شيك ، وصدر في شأني حكم ب 24 سنة ، هو حكم باطل وربي العالميين» . و يضيف السجين « اختبار الخط كان في صالحي ، لكني فررت من السجن في بداية الثورة وغبت في موعد الجلسة فتم تأييد الحكم الإبتدائي في كل القضايا المرفوعة ضدي والتي بلغت ربع قرن من السجن . سيدي أطلب مقابلتكم في أقرب وقت ممكن حتى تستمعون إلي ، و الله شهيد على ما أقول.. أنا في السجن بالرغم من أني نقي السوابق العدلية.. و أعاني من مرض مزمن.. إني في انتظار مقابلتكم». هنا تنتهي الرسالة التي اقتصرنا على بعض الجمل منها.. فهل تستجيب العدالة و تستمع من جديد إلى شاب حكم عليه ب24 عاما من السجن وهو يصر على براءته ؟ . الأمر ممكن في تونس 14 جانفي..