يعد قطاع تربية الماشية من القطاعات الحيوية انطلاقا من دوره في تنمية ثروة البلاد الحيوانية. لذلك فإنّه من الضروري التخطيط للاهتمام بالماشية والمحافظة عليها من مفاجأة الجفاف ونقص المراعي وقساوة البرد. وعادة ما تؤخّر الظروف الطبيعية القاسية في مناطق عدّة في هذا الجانب ولا حل لمربّي الحيوانات سوى ترقّب نزول الغيث النافع، علما وأنّ المساحات التي كانت تخصص للمراعي تهافت عليها الكثيرون فحرثوها فلم تسلم حتى ضفاف الأودية. ولئن ظلّت الدولة تتدخّل بأسرع ما يمكن بشكل ناجع لتوفير العلف سواء بما عندها من مخزون أو اضطرارا للإستيراد وهو ما يكلّف خزينة الدولة مصاريف باهظة. وما أحوجنا إلى المحافظة عليها. وبناء على ما ذكر آنفا فإنّه من الضروري التدخل لإيجاد حلول جذرية للحدّ من خطورة الجفاف وللتخفيف من تأثير العوامل المناخية على الماشية، وذلك بتوسيع المناطق السقوية والتركيز على الزيادة في الزراعات العلفية من حيث المساحات وتوعية الفلاحين وإرشادهم حتى يدركوا قيمة الزراعات العلفية ودورها الفعال في حياة الفلاح. ونظرا الى أنّ السبيخة من الجهات التي تتوفر فيها مساحات سقوية ونظرا لمياه وادي نبهانة (السد) والآبار العميقة فإنّ الوقت حان لتحسيس الفلاحين بهذا التوجه (الزراعات العلفية) باعتبارها نوعية فلاحية هامة ومفيدة لا تقل قيمة أو أهمية عن الفلاحات الأخرى (زراعة الحبوب والخضروات والأشجار المثمرة). ويكفي أن نذكّر الفلاحين وننبّههم إلى معاناتهم كلما قلّت المراعي وانحبس المطر، وهم يدركون كم بلغ ثمن «بالة التبن» أو «بالة القرط» وهي أسعار يصعب على صغار الفلاحين أن يتحمّلوها. للزراعات العلفية مردود طيب لفائدة الماشية ولتحقيق الاكتفاء الذاتي من العلف حتى لا يثقل كاهل الدولة بمصاريف من الممكن تجنّبها. ويبقى الأمل قائما في استجابة الفلاحين لتوجيهات الفنيين وفي إقبالهم على الزراعات العلفية بكل تلقائية إيمانا واقتناعا. ويعوّل الجميع على الدور الذي يمكن أن يلعبه كل من ديوان تربية الماشية وهياكل إتحاد الفلاحين وخلايا الإرشاد الفلاحي ودوائر الإنتاج النباتي ترشيدا وتحسيسا وتوعية واقتناعا. وهو ما سيساهم فعلا في تطوير تربية الحيوانات وارتفاع عددها وانخفاض ثمن اللحوم التي ما انفكّت تتزايد يوما بعد يوم مما أعجز المستهلك، فبات ينظر إلى اللحوم معروضة، يشتهي أكلها ولا يقدر على دفع ثمنها.