فضاء لحرب الإرادات الدولية.. هكذا تحولت سوريا كما تؤكد جريدة لومند في عددها أمس وهكذا صيرّتها الطائرات الأمريكية دون طيار المخترقة لمجالها الجوي والبوارج الإيرانية ومن قبلها السفن الروسية التي حطت البارحة في ميناء طرطوس البحري. وأكدت صحيفة «لوموند» أن سوريا في طريقها إلى التحول إلى ساحة لصراع القوى الدولية الكبرى المتنافسة على الهيمنة في المنطقة لافتة إلى أن الدعم الروسي والصيني لنظام الأسد هو الذي حال دون تنحيه عن سدة الحكم في البلاد. مسؤولية مزدوجة وحملت الصحيفة موسكو وبيكين مسؤولية استمرار العنف في البلاد بسبب دعمهما للأسد زاعمة أن هاتين الدولتين عملتا على إفساد مبادرات الجامعة العربية لحل الأزمة التي كانت تلقى دعما وتأييدا من طرف الولاياتالمتحدة وأوروبا . وفي تجسيد لمقولة صراع القوى الكبرى في وحول سوريا قال مسؤولون أمريكيون إن عددا من الطائرات العسكرية وطائرات التجسس بدون طيار تعمل في المجال الجوي السوري لمراقبة هجمات الجيش السوري ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء على حد السواء ... وفق زعمهم . وأضافوا ان إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما تأمل في استخدام الدليل المرئي والاتصالات التي تجريها الحكومة والجيش السوري التي يتم رصدها عن طريق الطائرات دون طيار في الجهود الرامية لتقديم الوقائع والحجج من أجل رد دولي واسع النطاق . ولم يتحدث المسؤولون عن الخلفية القانونية أو التشريعية أو السياسية التي تجعل دولة معينة تخترق المجال الجوي السيادي لدولة أخرى . ولم يتطرقوا أيضا لا من قريب ولا من بعيد إلى الأهداف الحقيقية لهذا الاختراق والعبث بالسيادة الوطنية للدول . السفن الإيرانية في المتوسط وفي الطرف المقابل, وصلت سفينتان إيرانيتان حربيتان إلى ميناء طرطوس في ساعة متأخرة من يوم امس السبت . ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية إلى مصادر بهيئة قناة السويس المصرية قولها إن سفينة الإمداد «خارك» والمدمرة «الشهيد قندي» التابعتين للقوة البحرية بالجيش الإيراني عبرتا مساء الخميس الفارط ضمن قافلة الشمال إلى البحر المتوسط وسط إجراءات تأمينية مشددة من بينها إيقاف الصيد وتعطيل حركة المعدات وكبري السلام . بدوره , أكد قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري في تصريحات أذيعت صباح أمس أن سفنا حربية إيرانية دخلت البحر المتوسط بعد عبورها قناة السويس . يذكر أن إيران وسوريا متفقتان على التعاون في مجال التدريب البحري وسبق أن عبرت سفينتان إيرانيتان وهما «خارك» و«الوند» قناة السويس في 17 فيفري من العام الفارط في أول عبور للبوارج الإيرانية منذ الثورة الإسلامية في العام 1979 .