يحقّ للقوات العسكرية الصهيونية، أن تعربد في القدس وكامل فلسطينالمحتلة. فالعهد عهد المكيالين والوزنين... وبإمكان الصهاينة، أن يقتّلوا الفلسطينيين ويسلبونهم أراضيهم، لأن الزمن زمن غياب القرار العربي المستقل... ويمكن لقوات الاحتلال الاسرائيلي، أن تقتحم المسجد الاقصى وأن تعتدي على المصلين، فالوقت وقت التفرّد بالشعب الفلسطيني، بما أن جامعة الدول العربية، مشغولة الآن بسوريا، وبتقديم هذا البلد على طبق للقوى الامبريالية، حتى تعلن كلمة حق يُراد بها باطل... بالأمس، اقتحم حوالي أربعين عنصرا من القوات الخاصة الاسرائيلية، المسجد الاقصى واعتدوا على المصلّين، بالهراوات، لمدّة خمسين دقيقة، لكن الحادث الفظيع، مرّ كما كلّ مرّة، بلا ضجيج ولا إدانة، لا عربية ولا دولية... فلسطين محتلّة احتلالا استيطانيا منذ أكثر من ستّين عاما... وجامعة الدول العربية، منذ احتلال فلسطين من الصهاينة، وهي تتقدّم خطوة نحو اتخاذ موقف موحّد، لكنها تتراجع خطوات في تطبيق ما يمكن أن يكون اتّفق عليه النظام الرسمي العربي... معاناة الشعب الفلسطيني، معاناة، مزدوجة فهو ما فتئ يعاني من «ظلم ذوي القربى» وكذلك من الظلم الدولي، حين لا ينصره أيّ طرف من هذه الأطراف، ولا يوجّه عقابا واحدا لاسرائيل، التي دأبت على الاعتداء والاستيلاء على ما تبقّى من فلسطين... القضية الفلسطينية، هي عنوان اللؤم الدولي والنفاق العالمي، فالجريمة تكون ماثلة أمام المجتمع الدولي، عندما لا تتوانى قوات الاحتلال الاسرائيلي، في قتل الفلسطينيين العزّل، وحين تمنعهم آلة الاستعمار الاستيطاني، من تحقيق أهداف ثورتهم التي انطلقت منذ تعرّض أوّل شبر من فلسطين الى الاحتلال، ونقصد الاستقلال وإعلان الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلّة، لكنّه مجتمع لا يتحرّك ضدّها... هل هي الانتفاضة الثالثة التي يمكن أن تندلع؟ هذا أمر وارد، خاصة وأن «اسرائيل» لا تجد من يوقفها عن صلفها، لكن ما هو ثابت هو أن جذوة الثورة في فلسطين، سوف تتواصل حتى وإن فقدت فلسطين سندها العربي... هذا السند، على هناته، كان يمثّل انقاذا لماء الوجه، وجه النظام الرسمي العربي. أما اليوم، فإن هذا النظام، متلهّي في تطبيق أجندة مسطّرة خارج أسوار الجامعة العربية، والدليل أن أي شهيد فلسطيني لا يعدو أن يكون رقما، وليس قضية، مثلما هو الشأن في مواقع أخرى....