هو فنّان ومبدع يمتهن النحت والحدادة الفنية انطلق بحلم وشرع شيئا فشيئا في تطوير موهبته وتصميماته من مادة الحديد ليعانق العالمية وتبلغ شهرته هوليود محمد الدزيري ابن صلامبو التحق في الثالثة عشر من عمره بإحدى ورشات الحدادة لتنطلق الرحلة مع عالم الإبداع. وبعد سنوات قليلة من انطلاقه في تعلّم حرفة الحدادة اكتشف مشغله أن لديه موهبة متميزة ففسح له المجال للإبداع وشيئا فشيئا شرع في تطوير موهبته حتى نجح في ابتكار فن الحدادة الفنية وتطويرها بأبعاد فنية عميقة ولعل أبرزها إقدامه على نحت تمثال حديدي لإله البحر «نبتون» وهو يمتطي حصانه إضافة إلى تصاميم أخرى فنية لم يكتب لها أن ترى النور وأصبحت منحوتاته قبلة للزوار والسياح وكبر المشروع فتسوّغ محمد الدزيري محلا في منطقة البحيرة2 وظل على مدى سنوات يمارس فيه مهنته وتهاطلت عليه الدعوات والشهائد من فرنسا وكندا وغيرها حتى أنه أمضى عقدا مع إحدى شركات الإنتاج السينمائي لصناعة خوذات عسكرية رومانية سوف تستخدم لتصوير أفلام تاريخية وسافر محمد الدزيري إلى فرنسا لحضور فعاليات إحدى التظاهرات الثقافية محورها فن النحت ولما عاد كون شركة استيراد وتصدير ليتمكن من تصدير منحوتاته ولكن بعد حوالي شهرين من انطلاق مشروعه ومن العمل المضني أفاق على جرافات البلدية تطوق المباني والمحلات قرب ورشته ولم تمض بضع ساعات حتى دُمر الحي وتحطمت ورشته ومنحوتاته التي أفنى عمره في إنجازها تحت عجلات البلدوزار كان ذلك بتاريخ 9 أفريل 2008 تاريخ تطبيق قرار هدم المباني الواقعة بين البحيرة والعنوان تحت عنوان المصلحة العامة استعدادا للانطلاق في تشييد مشروع «البحيرة2» هذه الكارثة حولت حصيلة 35 سنة من الإبداع إلى ركام لا قيمة له فأصبح مهددا بالسجن بعد أن حجز البنك التونسي للتضامن الات ومعدات العمل وطالبه بنك اخر بتسديد 5 الاف دينار قيمة القرض الذي تسلمه في وقت سابق كما طالبه الحرفاء الأجانب بالالتزام ببنود العقود التي أمضاها معهم والإسراع في تحضير وتسليم المنحوتات والخوذات التي تم الاتفاق عليها ومع تراكم المشاكل لجأ محمد الدزيري إلى عديد الهياكل الوطنية والوزارات بهدف دعمه وعودة الروح لمشروعه غير أنه جوبه بصمت رهيب مازال متواصلا.