استياء واسع في الشارع التونسي من انتشار الفضلات وتواتر اضرابات أعوان التنظيف بعد الثورة، لكن هذا الاستياء لا يخفي مساندة البعض للمطالب المشروعة التي يأمل في تحقيقها هؤلاء الأعوان الذين يعملون في ظروف صعبة وعرضة لشتى أنواع الأمراض. حول اضراب أعوان التنظيف تحدّثت «الشروق» الى عدد من التونسيين لمعرفة رأيهم في معضلة تراكم الأوساخ والفضلات واتصلنا بمصادر مطّلعة لمعرفة الانعكاسات الصحية والبيئية لتراكم هذه الفضلات... وهذه بعض الشهادات التي جمعناها في الشارع التونسي. مطالب مشروعة تذكر ايمان (موظفة ببنك) أن تراكم الفضلات يزعج المواطن لكن علينا ألا ننسى أن عمال التنظيف يتعرّضون للمخاطر الصحية من جراء النفايات التي ينقلونها يوميا، كما أنهم يعملون في ظروف صعبة تحت الأمطار وفي الليل ويتحمّلون حرارة الطقس وقرّه ومع كل هذه التضحيات مازالت رواتبهم لا تكفي حاجياتهم خاصة مع ارتفاع أسعار المعيشة الذي نشهده حاليا. وأضافت إيمان أن سعر الأدوية ارتفع ومعه تكلفة النقل وقفة التونسي... وتساءلت كيف يعمل هؤلاء العمّال في ظروف قاسية ويحرمون من رواتب تسدّ رمق عائلاتهم. غياب المعدات ويتفق السيد مراد مع هذا الرأي ويضيف أن عمال النظافة في الخارج يتمتّعون بمعدّات وملابس لائقة وظروف عمل تحفّزهم على مواصلة العطاء، لكن في بلادنا مازال عامل النظافة محروما حتى من الأدوات العادية التي تساعده على أداء مهمته، فهو محروم من «الأدواش» والملابس الخاصة بالعمل والقفازات، تراه يجر عربة يصل وزنها فارغة الى 156كلغ وممتلئة تتجاوز 500 كلغ ومع هذا لا يحصل على راتب يمكّنه من العيش الكريم... وأضاف لماذا لا توجد استمرارية في اتفاقيات هذه الفئة من العمال مع الحكومة فبعد أن حصلوا على وعود تم التراجع عنها وتساءل لمصلحة من هذا التراجع؟ التدرّج في الاحتجاج أما السيد الشاذلي فقد كان منزعجا من تراكم الأوساخ في الأنهج وأمام منزله ولئن اعتبر مطالب عمّال النظافة مشروعة فإنه اعترض على طريقة الاحتجاج، إذ ذكر أنه كان بالامكان التدرّج في المطالبة بالحقوق وعدم اقرار الاضراب والامتناع عن رفع الفضلات الذي يعود بالمضرّة على صحة التونسي. وأضاف أن وضع شارات حمراء أو غيرها من الأساليب المعتمدة كان كافيا للفت الاهتمام بمشكل هذه الفئة من المجتمع. انزعاج الانزعاج ايضا كان باديا على ملامح السيد محسن عندما سألناه عن هذه المسألة اذ ذكر أنه منذ انطلقت الثورة والبلاد تعيش حالة غير مسبوقة من انتشار الفضلات ولاحظ ان هذه الوسيلة للضغوط على الحكومة لحصول الأعوان على حقوقهم غير مقبولة لأنها تعود بالمضرّة على سمعة بلادنا وصحة المواطنين ولاحظ أنه من الأجدى اعتماد طرق أخرى لحصول العمال على حقوقهم. كما أضاف أن كثرة الاضرابات في هذا التوقيت بالذات لا تخدم المواطن ولا العمال، فالحكومة لا يمكن ان تستجيب حاليا سوى للمطالب المعقولة. أما أن تضغط جل القطاعات كل بطريقته على الحكومة والمواطن فهي مسألة غير مدروسة ولا مجدية.