أعلنت فرنسا تحديدا والاتحاد الأوروبي بصفة عامة الحرب الديبلوماسية مع دمشق معترفة بمجلس المعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري وسط دعوات إلى إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية . وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إن باريس ستغلق سفارتها في دمشق بسبب قمع النظام السوري للمعارضة مبديا وللمرة الأولى دعم مقاتلي المعارضة السورية في حال أقرت المنظومة الأممية هذا الأمر.
موافقة وتحفظ
وأضاف خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة أوروبية ببروكسيل: لن نفعل شيئا دون قرار من مجلس الأمن الدولي مشيرا إلى أن بلاده تؤيد إنشاء منطقة إنسانية آمنة بالقرب من إحدى المناطق الحدودية السورية . وتابع أنه لا مجال للتحرك بشكل مباشر أو غير مباشر ما لم يوفر المجلس الظروف القانونية لمنطقة إنسانية لإمداد المعارضة بالأسلحة ولإقامة الممرات . وعبّر ساركوزي عن إحباطه بسبب عدد القتلى الذي يتزايد كل يوم قائلا إن مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية سيحاكمون أمام المحكمة الجنائية الدولية وذات يوم سيدفع كل الحكام المستبدين ثمن أفعالهم.
يوم حساب
بدوره, دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى يوم حساب يحاكم فيه النظام السوري ويحمل خلاله المسؤولية عن العنف. وقال كاميرون: نحتاج الى البدء في جمع الأدلة الان لأنه سيجيء يوم لحساب هذا النظام الفظيع حسب رأيه وتعبيره وزعمه . وجاءت تصريحات كاميرون بعد يوم من مغادرة معارضين سوريين مسلحين مهزومين معقلهم في حمص. وفي سياق القرارات الصادرة عن القمة الأوروبية التي تنتهي أعمالها اليوم السبت, أعلن القادة الأوروبيون عن اعترافهم بالمجلس السوري المعارض المنبثق في اسطنبول كممثل شرعي للشعب السوري . ويعد هذا الاعتراف خطوة جديدة في مسار تسليط الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية ضد النظام السوري ذلك أن الاعتراف الأوروبي القديم كان ينص على الاعتراف بالمجلس السوري كممثل شرعي للشعب السوري الساعي إلى تحقيق انتقال ديمقراطي.
مناطق عازلة
وفي ذات الإطار , أوردت مصادر إعلامية وديبلوماسية مطلعة أن المجلس السوري المعارض اقترح على تركيا إقامة مناطق معزولة على الحدود السورية التركية بشكل أحادي تضمن مرور المساعدات الإنسانية والعسكرية للمعارضة . وذكرت مصادر في المجلس الوطني السوري أن المجلس قدم لائحة مطالب إلى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من بينها إقامة منطقة عازلة على الحدود قرب منطقتي «إدلب» و»جبل الزاوية» بالإضافة إلى بحث التحضيرات الجارية لمؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول خلال مارس الجاري. من جهتها, أعلنت متحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن عقد «منتدى إنساني» حول الوضع في سوريا، تشارك فيه منظمات انسانية ودول ومنظمات اقليمية، الخميس المقبل في مقر الاممالمتحدة في جينيف. وأوضحت المتحدثة ان «المنظمات الاقليمية والدول الاعضاء والمنظمات غير الحكومية ستدعى الى المشاركة في المؤتمر، لافتة إلى أن المنتدى «اجتماع تقني وعملاني يهدف الى مناقشة الوضع الانساني في سوريا وتقويم المساعدة الراهنة والتخطيط لما يمكن القيام به».