يعيش أهالي مكثر هذه الأيام على وقع تساقط الثلوج الذي تعود الأهالي على تساقطه سنويا لكن ولئن استبشر أغلبية المواطنين بقدومه فإنه خلف آثارا عمّقت من معاناة البعض نتيجة الكميات الكبيرة لهذه الثلوج وتواصل تساقطها لفترات طويلة. تعتبر معتمدية مكثر من أكثر مناطق الجمهورية انخفاضا في درجات الحرارة ويعود السبب الرئيسي في ذلك الى موقعها الجغرافي حيث يبلغ ارتفاعها أكثر من 900 متر عن سطح البحر ليصل في مناطق أخرى مثل منطقة «سوق الجمعة» التابعة إداريا الى معتمدية مكثر الى 1000 متر. هذا الارتفاع الكبير وبعدها عن البحر بمسافة 150 كلم شمالا وشرقا جعلها في عرضة لكل التيارات الهوائية الباردة التي تمرّ على بلادنا.
ثلوج استثنائية هذا الموسم
شدّة برودة الطقس هذه تعرفها المنطقة منذ تأسيسها في القرن 5 ق.م. ولعل الشكل المعماري للبناءات يؤرّخ لذلك فأثناء الحقبة الاستعمارية مثلا كان الفرنسيون يوزعون الحطب على المواطنين أثناء فصل الشتاء الذي يمتد على 5 شهور تقريبا بهذه المنطقة وعلاوة على استعمال مادة «القرمود» لغطاء المنازل فإنه توجد مدفئة «عربي» بكل منزل. ومع التطور التكنولوجي تطورت أيضا وسائل وأشكال التدفئة وظهرت السخانات الكهربائية إلا أن هذه التجهيزات ليست في متناول جميع المواطنين لارتفاع تكلفتها وهو ما جعل عديد المتساكنين يستخدمون وسائل تقليدية للتدفئة كالفحم والحطب خصوصا في المناطق الريفية التي تشتد فيها برودة الطقس وما زاد من معاناة الأهالي هو الكميات الكبيرة من الثلوج التي شهدتها المنطقة هذا الموسم حيث تراكمت في المرتفعات والمنخفضات وعلى سطوح المنازل لفترات طويلة على عكس المواسم الفارطة إذ كان تساقط الثلوج مناسبتيا. هذه الكميات الكبيرة للثلوج حوّلت استبشار الأهالي الى ضجر ونداء استغاثة نتيجة المعاناة المضاعفة.
تراكم الثلوج يراكم المعاناة
خلف تراكم الثلوج بالمنطقة لفترات طويلة معاناة مضاعفة حيث تضاعف الاستهلاك على جميع الواجهات من وسائل تدفئة الى اللباس والغذاء أيضا، مقابل هذه المصاريف الكبيرة والناتجة عن شدة برودة الطقس تعطلت مداخيل عديد المواطنين وخصوصا العمال اليوميين حيث دخل أغلبيتهم في عطلة إجبارية لرداءة الطقس واستحالة العمل في هذه الظروف. كما أن الموظفين أيضا طالتهم أزمة التوازن المالي نتيجة ارتفاع الاستهلاك في مثل هذه الفترة خصوصا مع تواصل موجة الثلوج أما العاطلين عن العمل فحدّث ولا حرج بالاضافة الى تضرّر مزارع الحبوب وبعض الحيوانات وأيضا عديد المنازل جرّاء كثرة الثلوج. شظف العيش هذا جعل المواطنون يطالبون السلط المحلية والجهوية بمساعدتهم ولو ظرفيا في انتظار القضاء جذريا عن هذه المعاناة إذ يطالب أغلبية المتساكنين في هذه الربوع بالتخفيض في سعر المحروقات ووسائل التدفئة أثناء فصل الشتاء ولمَ لا ربط مدينتهم بشبكة الغاز الطبيعي التي ستنقص عنهم حتما مصاريف التدفئة على حدّ تعبيرهم.