كشفت موجة الأمطار والثلوج الاخيرة التي شهدتها المنطقة عن هشاشة البنية التحتية ورداءة الطرقات حيث تسببت هذه الأمطار في انزلاقات أرضية خطيرة بلغ اقصاها 20 مترا وبعمق عشرات الامتار يمكن ان تتسبب في عزل سكان مدينتي مكثر والروحية عن باقي المدن.
تواصل نزول الامطار بكميات كبيرة ولمدة طويلة دون انقطاع وكذلك ذوبان الثلوج المتراكمة بالمرتفعات والمنخفضات ما جعل عديد الاراضي تتأثر جراء ارتفاع منسوب المياه مما تولد عنه انشقاقات وانزلاقات كبيرة بعمق نصف متر او أكثر في بعض المناطق وبطول عشرات الأمتار وكأنه زلزال.
هذه الانزلاقات بدأت في الظهور منذ الاسبوع الفارط بعدة مناطق من عمادة باز معتمدية مكثر حيث تضرر منها متساكنو مناطق الخلايفية وسوق الجمعة والزواكرة وخلفت شقوقا كثيرة بالمنازل والطرقات والأراضي الزراعية كما انتشرت هذه الانزلاقات بالطريق الوطنية عدد 4 في جزئها الرابط بين مدينتي مكثر والروحية في مستوى منطقة أولاد علي بعد 4 كلم من مدينة مكثر حيث انشقت الطريق على مسافة 20 مترا وبعمق عشرات الأمتار مما تسبب في انقطاع حركة المرور بها ورغم جسامة هذه الانزلاقات وتكاثرها الا أنه ومن ألطاف ا& لم تسجل حوادث خطيرة تذكر باستثناء حادثة واحدة تمثلت في انزلاق شاحنة باحدى الشقوق الكبيرة وسط الطريق لما أراد السائق الابتعاد عن مكان الانزلاق وهو ما سبب بعض الجروح الخفيفة لمرافقته التي تم اسعافها فيما بعد بالمستشفى المحلي بالروحية.
هذه الانزلاقات والشقوق الكبيرة التي شهدتها الجهة والتي تعتبر غريبة عنها ولدت ذهرا كبيرا من طرف مستعملي الطريق خاصة حيث اتهموا مصالح التجهيز بالجهة بتقصيرها الكبير بخصوص حالة الطرقات وعدم مراقبة المقاولين مراقبة جيدة أو التواطؤ معهم بغض الطرف عن مدى مطابقة أشغالهم لكراس الشروط المنصوص عليه مسبقا وما يثير استغراب المواطنين هو غياب الجسور والمنشآت الفنية بهذه الطرقات رغم ما تعرف به الجهة من تضاريس وعرة وسوء الأحوال الجوية في فصل الشتاء بهذه المناطق حيث تساقط الثلوج ونزول الأمطار وكثافة الغيوم صباحا ومساء مما يحجب الرؤية عن مستعملي الطريق في كثير من الأحيان هذا اضافة الى كثرة الجليد بهذه المناطق الوعرة والتي تعرف عند مصالح المرور بمناطق سوداء لخطورة العبور منها.
وبمعاينتنا الميدانية لهذه الطرقات وتحديدا للمناطق التي شهدت انزلاقات خطيرة عبّر لنا بعض المواطنين عن سخطهم وغضبهم من مصالح التجهيز والطرقات بولاية سليانة حيث يقول البعض منهم «عديد المكاتيب والشكاوي التي بعثنا بها الى مصالح التجهيز بالولاية لكن لا حياة لمن تنادي» وعلق البعض الآخر عن هذه الحادثة بتهكم «التهميش والاقصاء لم يقتصر على ظروفنا الاجتماعية بل طال طرقاتنا فإذا كانت الطريق الوطنية عدد 4 على هاته الحال فكيف إذن هي حالة المسالك الفلاحية الاخرى».
أما الشق الأخر فأرجع سبب انزلاق هذه الطرقات الى كثرة السيولة المرورية عليها وخاصة عبور الشاحنات الثقيلة المحملة بحجارة الرخام وعدم صيانة هذه الطرقات بصفة دورية وهو ما تسبب في وصولها الى هذه الحالة الخطيرة ونحن هنا نطالب بمحاسبة كل من تسبب في هذه الكارثة التي زادت من معاناتنا وعلى الجهات الخاصة ان تفتح تحقيقا في هذا الغرض لأنه يوجد تلاعب كبير بالأموال المرصودة لصيانة الطرقات وتجهيزها بولاية سليانة».
يذكر أن والي سليانة الجديد السيد احمد الزين المحجوبي رفقة المدير الجهوي للتجهيز بسليانة السيد عماد البكوش وبعض الاطارات المحلية والجهوية أدت زيارة تفقدية الى مكان الانزلاق الذي شهدته منطقة أولاد علي التابعة لمعتمدية مكثر وبالتحديد في مستوى الطريق الرابطة بين مدينتي مكثر والروحية واطلع هذا الوفد على الآثار الجسيمة التي خلفها هذا الانزلاق كما استمع الى مشاغل المواطنين الذين تضررت أراضيهم من جراء كثرة الامطار التي تسببت في انزلاقات كبيرة أضرت بالحقول والمزارع ومن المنتظر أن تتخذ الجهات المختصة بولاية سليانة اجراءات استثنائية عاجلة لفائدة المتضررين.