تقع قرية «الجبيل» بأحد أرياف معتمدية الكافالشرقية ويقطن بها حوالي 50 ساكنا يعيشون أوضاعا صعبة جدا في غياب عديد المرافق الضرورية. تتجسم هذه المطالب أساسا في تعبيد الطريق التي تربطهم بمدينة الكاف والتي تصبح عادة عند نزول الأمطار والمرور منها أمرا مستحيلا نظرا لطبيعتها الطينية وكثرة الحفر مما يجعل التلاميذ وعمال المنطقة يقطعون مسافة تقارب خمسة كيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى مدينة الكاف «الشروق» زارت قرية «الجبيل» وتحدثت مع المواطنة السيدة «غرايري» 43 سنة متزوجة ولها أربعة أبناء يزالون تعليمهم الابتدائي والثانوي يزاولون ويعيشون في غرفة واحدة مغطاة بالقصدير تسبب لهم معاناة صعبة للغاية عند نزول الأمطار والثلوج وتصبح العائلة غير قادرة على مجابهة البرد الشديد إضافة إلى مياه الأمطار التي تتسرب إلى داخل الغرفة عبر الفجوات الموجودة بها فتصبح كمن يعيش في ثلاجة نظرا لعدم توفر الأغطية الكافية ووسائل التدفئة لديها ما عدا «كانون» وهي تقدمت بعديد الشكاوى لدى السلط الجهوية للحصول على مساعدة لتحسين هذه الغرفة إلا أنها لم تجد آذانا صاغية رغم أنها كانت مصنفة من العائلات الفقيرة باعتبار أن زوجها عامل يومي يدخل عادة في فصل الشتاء مرحلة البطالة الإجبارية وهي تطالب المسؤولين الجهويين بتمكينها من مساعدة لتحسين مسكنها.
أما المواطن «العيد طعايمية» 37 سنة فهو يشتغل على حساب الآلية 16 ويتقاضى مرتبا شهريا يقدر ب120 دينارا لا يفي بمصاريف الأسرة المتركبة من 5 أفراد من بينهم ثلاثة أبناء يزاولون دراستهم الابتدائية ويكفل والدته العجوز المصابة بأمراض.
ولم تتوقف معاناة أهالي «الجبيل» عند هذا الحد بل توجد عراقيل أخرى تتمثل في فيضان وادي سيدي يوسف عند نزول الأمطار الغزيرة حيث يعزل القرية عن المدينة الأمر الذي يستوجب إحداث جسر يتم العبور منه عند الحاجة وقد أكد أهالي القرية أنه بالإمكان النهوض بهذه المنطقة لو وقع استغلال قطعة الأرض التابعة للدولة والتي تمسح حوالي 5 هكتارات في إحداث مشاريع صناعية صغرى تتماشي وحاجيات المنطقة وهو الحل الأمثل للقضاء على البطالة التي تفشت في المنطقة وجعلتها تكابد الفقر والخصاصة والحرمان مدى سنوات فترة حكم العهد البائد.