عدوان دموي مستمرّ على قطاع غزّة بفلسطين المحتلّة، من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي حصيلة العدوان، الذي تحوّل الى جريمة حرب، هم عشرات الشهداء والجرحى من بينهم نساء وشيوخ وأطفال.
انّها جريمة ضد الانسانية يعاقب عليها القانون. فلو طبّقت فصول القانون الدولي الانساني واتفاقيات جينيف الاربع، على اسرائيل، لكان قادة هذا الكيان يُقادون تباعا أمام الهيئات القضائية الدولية بتهم جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، ولنال جميعهم عقابا لا يجعل وجوها منهم تأفل وتعود الى الحياة السياسية..
اليوم يضطرّ الجانب الفلسطيني الى تقديم الشكوى تلو الأخرى، الى الهيئات الأممية وخاصة منها مجلس الأمن الدولي، قصد محاسبة الساسة الاسرائيليين المسؤولين عن قتل وتهجير وسجن الفلسطينيين...
لكن الفلسطينيين يعرفون جيّدا أن اسرائيل تتصرّف ككيان فوق القانون، كيف لا وهي «الدولة» الوحيدة العضو بالأمم المتحدة، التي أوجدها قرار أممي، تأخذ وفقه مكان فلسطين بالقوّة..
اسرائيل، تعي جيّدا أنها فوق كل قانون، وفوق أي عقاب أو محاسبة، لأن الدولة الاقوى في العالم، هي الحليف العضوي لها، ونقصد الولاياتالمتحدةالامريكية. في غزّة محرقة، وشهداء... وجرحى... وآلة عسكرية متفوّقة على كل العرب مجتمعين، رغم ذلك يجد الأمين العام للأمم المتحدة، لنفسه العذر، لينقد الطرف الفلسطيني، الذي يُعتبر في النهاية طرفا مظلوما ومقاوما للاحتلال الاسرائيلي، مقاومةمشروعة.
أما العرب الرسميون ف «حدّث ولا حرج»... فهم ينظرون الى قضيّة فلسطين، من الغربال الامريكي... لذلك خمدت أصواتهم خلال ال 72 ساعة الماضية، وهم يتابعون مسلسل القتل الاسرائيلي...
الجريمة ضد الانسانية، ثابتة ومثبّتة على أرض فلسطين وبأيدي الاحتلال الاسرائيلي. وهذا هو دأب المشهد منذ نكبة فلسطين في 1948، ولكن الفرق بين اليوم والأمس، هو أن اسرائيل كما الولاياتالمتحدة الحليف الاكبر لها، لم يعد ينتابهما حرج وصور القتل والتدمير تطالع العالم من فلسطين المحتلّة... ولم تعد اسرائيل كما الولاياتالمتحدةالامريكية، تجدان صعوبة في جعل النظام الرسمي العربي، طرفا محايدا تجاه قضيّة فلسطين.
طرف عربي، له صوت قويّ ومسموع في سوريا، ولسانه يصاب بعقم الكلام، في فلسطين... إذ هكذا نفهم كيف تتعالى اسرائيل على القانون... وكيف لا يقدّم مجرمو الحرب فيها الى المحاكم... للمحاكمة...