شن طلبة وناشطون من اليسار والمعارضة يوم أمس حملات واسعة على الإسلاميين على إثر نتائج امتحانات المجالس العلمية في الكليات، والتي جاءت نتائجها الأولية في صالح الاتحاد العام لطلبة تونس. حظيت انتخابات المجالس العلمية في الكليات بالكثير من المتابعة نظرا لأهمية الرهانات القائمة عليها، كما أن ارتفاع عدد الناشطين من الطلبة في الموقع الاجتماعي قد ساهم في جعل هذه الانتخابات في قلب الأحداث بالإضافة إلى أنها أول تحد واختبار قوى بين طرفي الصراع السياسي: اليسار والنهضة في الجامعة التي كانت تقليديا مزرعة السياسة في تونس ومحضنة التيارات السياسية المختلفة. وفي صبيحة أمس، لم تظهر في صفحات الناشطين الإسلاميين تعاليق تذكر حول نتائج انتخابات المجالس العلمية، واكتفى بعضهم بكتابة تعاليق تفيد أن عمليات الفرز ما تزال مستمرة وأن النتائج الكاملة لن تظهر إلا يوم السبت. في المقابل، لم يتردد أنصار اليسار والمعارضة في نشر نتائج مبكرة وغير رسمية تفيد بحصول ممثلي الاتحاد العام لطلبة تونس على «نصر ساحق» كما وصفوه تجاوز 95 بالمائة من مقاعد المجالس العلمية في الكليات، وانطلقوا من هناك لشن حملات متتالية على خصومهم الذين يسمونهم «طلبة الحزب الحاكم»، الذين أصبحوا من جماعة «صفر فاصل» في التمثيل الجامعي في استعارة للتسمية الشهيرة التي يطلقها أنصار النهضة على خصومهم في انتخابات المجلس التأسيسي. واحتفل العشرات من ناشطي اليسار والمعارضة في صفحاتهم بهذا النصر المبين، واعتبروه تحولا مهما في موقف الشعب التونسي من أنصار النهضة. وقرأنا أيضا في صفحات العديد من ناشطي اليسار والمعارضة تعاليق تعتبر الاتحاد العام لطلبة تونس رأس الحربة الجديد في الصراع ضد حركة النهضة، وهو ما أثار الكثير من ردود الفعل الرافضة لتسييس العمل الطلابي والجامعة. ومع تقدم الساعات، نشر الكثير من الناشطين المحايدين في الصفحات التونسية بعد ذلك أرقاما أكثر دقة، تنفي أن يكون أنصار النهضة قد اكتفوا بخمسة بالمائة من نسبة المقاعد، رغم تأكيد تفوق أنصار الاتحاد العام لطلبة تونس. كما ظهرت عدة أخبار في صفحات أنصار النهضة تصف النتائج الأولية التي أعلن عنها خصومهم بأنها متسرعة وغير صحيحة. وكان على المتابعين أن يتابعوا العديد من الصفحات ومواقع الإذاعات لتبين حقائق النتائج ومقارنتها ببعضها نظرا لتضارب الكثير من الأرقام بين صفحة وأخرى. وبصفة عامة، أقر جميع الناشطين بأن الانتخابات تمت في أجواء هادئة وطيبة ولم تشهد أحداث عنف أو محاولات تزوير رغم اعتراف الجميع بأن نسبة المشاركة لم تتجاوز 20 بالمائة من عموم الطلبة بسبب العطلة وتعطل الدراسة في أكثر من كلية. ودعا ناشطون وسياسيون محايدون يوم أمس مناضلي الاتحاد الفائز إلى النأي بالمنظمة الطلابية العريقة عن الصراعات السياسية، وعدم تحويل هذا النجاح إلى مبرر لإقصاء خصومهم، والبحث عما يجمع الطلبة وليس ما يفرقهم. كتبت ناشطة تقول إنها من قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس: «مبروك لمناضلي اتحادنا العريق، لكن أرجو أن لا تجعلكم سكرة الفوز تفقدون الصواب، المطلوب منكم اليوم أن تساهموا في تهدئة الأجواء وفي إنقاذ ما أمكن من الموسم الدراسي بعد التعطيل الكبير بسبب الحروب السياسية».