بقيت أقصى المناطق الشرقية لمعتمدية سوق الجديد مثل الغوانمية والخصائصية والمصابحية والفنادلية التابعة ل «عمادة غريوس» وخاصة على الحدود الجبلية الفاصلة بين معتمديات الرقاب وسيدي بوزيد الشرقية وسوق الجديد تعاني من ظاهرة الإقصاء والتهميش. وقد ساهم أبناء هذه المناطق في دفع الثورة التونسية والمشاركة فيها منذ اندلاعها ,لما لحقهم من ضيم وضغينة وتضييقات خانقة من رموز النظام السابق الذين طغوا وتجبروا وحدوا من عزائم أصحاب الضمائر الحية والنفس الثوري وطالبي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .وتفاعلا مع بداية تحقيق أهداف الثورة, فإن أهالي هذه المناطق الريفية يذكرون بمطالبهم التي حضيت بصمت رهيب من لدن نظام مستبد وظالم, و تتمثل هذه المطالب في إحداث منطقة سقوية بالغوانمية (بئر تجريبية في سنة 1981) وهي نقطة مائية هامة تم اكتشافها عن طريق شركة بترولية أجنبية قرب المدرسة الابتدائية بالقصيرة ومنطقة سقوية بالفنادلية (استغلال بئر وقع حفرها في السنوات الفارطة) . وتجهيز بئر هنشير عون،وتجهيز وإعادة تشغيل بئر المجمع المائي بغريوس 2 (المنطقة السقوية) وإيصال ماء الشرب إلى كل المتساكنين في الهلال الجبلي من جبل القصيرة إلى الهضاب المتواجدة بالناحية الجنوبية لمنطقة الغوانمية, كما يطالبون بتعبيد المسلك الفلاحي الرابط بين مدرسة القصيرة وعين رباوعبر جبل القصيرة, لما له من جدوى اقتصادية هامة, وربط سوق الجديد بالمناطق الشرقية والطريق الرابطة بين سقدال والرقاب عبر طريق أولاد خضر عين غريويس . كما أكدوا على ضرورة إدماج بعض الأسر الفقيرة والأرامل الذين حرمتهم إدارة النظام السابق من التغطية الاجتماعية،وتسوية وضعية الأشخاص الذين شاركوا في معركة بنزرت ضد المستعمر الفرنسي والذين تغاضى عنهم النظام السابق واكتفى بمنحهم شهادات مشاركة فقط وهي شهادات رمزية خالية من كل الامتيازات, وخاصة المادية منها . كما شددوا على مضاعفة العيادات الطبية بمركز الصحة الأساسية بغريوس, ودعمه بالأدوية وسيارة الإسعاف, وعلى ضرورة تسييج وتجهيز كل مدارس هذه المناطق وهي مدرسة سقدال ومدرسة المصابحية ومدرسة القصيرة (بالغوانمية).كما طالبوا بتوجيه المستثمرين للمنطقة لتركيز مصانع للجبس والآجر والإسمنت 'لما يتوفر بجبال المنطقة من موارد إنشائية ذات مردودية عالية بشهادة الأخصائيين من علماء الجيولوجيا, وبإحداث بلدية بالسوق الجديد لتقريب الخدمات لأبناء المنطقة.