محاكمة عبد ا& السنوسي رئيس مخابرات العقيد الراحل معمر القذافي المعتقل في موريتانيا تعني أكثر من دولة غربية باعتبار المعلومات والأسرار التي يحملها والتي يمكن في حال كشفها ان تُحرج حكومات فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. أكدت تقارير متطابقة أمس أن محاكمة عبد ا& السنوسي رئيس مخابرات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي تعني عدة دول غربية الى جانب ليبيا موضحة ان التشابك يعود الى طبيعة المعلومات الحساسة التي يمكن ان يكشف عنها السنوسي. أسرار خطيرة وقال تقرير لصحيفة ال«غارديان» البريطانية إن مصير السنوسي المعتقل في موريتانيا يخص لندن على الأقل بعد ان كانت وثائق استخباراتية قالت العام الماضي إن جهاز المخابرات البريطاني ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية مورّطان في مخطط أدى الى اعتقال المعارض الليبي السابق عبد الحكيم بلحاج وتعذيبه. ويذكر ان بلحاج يعتبر الآن من أهم قادة الثوّار (السابقين) في ليبيا وهو مرشح لشغل مناصب قيادية أمنية او سياسية في الأسابيع القادمة. وأوضحت التقارير ان المعلومات والأسرار التي يحملها السنوسي تخص كل المشاكل الدولية السابقة بين العقيد الراحل معمر القذافي والدول الغربية... وأكدت ان شخصية السنوسي مهمة ومحورية في قضية لوكربي التي تطالب أوساط بريطانية وأمريكية بإعادة فتحها، فقد كان السنوسي رئيسا لجهاز الاستخبارات الخارجية في الثمانينات وهو من جنّد عبد الباسط المقرحي الذي أدين في القضية وينتمي مثله الى قبيلة المقارحة القوية في ليبيا. وحسب تقارير اعلامية غربية فإن المقرحي لا علاقة له أصلا بلوكربي وكان مجرد كبش فداء في قضية يعرف سرها عبد ا& السنوسي. كما اتهم رئيس مخابرات القذافي بتدبير تفجير طائرة ركاب فرنسية فوق النيجر عام 1989 وكان أحد الذين أدانهم القضاء الفرنسي غيابيا في هذه القضية. لكن التقارير أكدت ان فرنسا معنية بمصير السنوسي ليس فقط بسبب قضية الطائرة بل أيضا بعد الاتهامات بشأن التمويل الليبي للحملة الانتخابية للرئيس ساركوزي وهذه القضية قد تعود الى الظهور بمناسبة محاكمة السنوسي... معركة مصالح ولاحظت التقارير ان القضايا الخاصة بالعلاقات المتوترة السابقة بين القذافي والغرب تمثل الخلفية السياسية للمعركة القانونية الجارية حاليا والتي تحاول فيها فرنسا وبريطانيا وحتى أمريكا اسقاط احتمال محاكمة السنوسي في ليبيا. وقد قالت الحكومة الليبية أمس الاول انها بصدد ارسال وفد الى موريتانيا من اجل تسلّم عبدا& السنوسي ودعت الشرطة الدولية (انتربول) الى تسليمه لها لتعزيز حكم القانون (في ليبيا). ويذكر ان السنوسي يواجه سلسلة من الاتهامات الخاصة بالوضع داخل ليبيا (تهم قضايا تعذيب وقتل وقمع) وهي قضايا تدعم احتمال تسليم رئيس مخابرات القذافي لها. وقد أصدر الانتربول أمس الأول مذكرة توقيف بحق السنوسي بناء على طلب طرابلس وذلك بعد ان طلبت فرنسا رسميا تسليمها رئيس مخابرات القذافي. وقالت مصادر اعلامية موريتانية أمس الاول إن مفاوضات سرية تجري بين الحكومة الموريتانية ونظيرتها الفرنسية من اجل ترتيب تسليم السنوسي الى فرنسا وذلك بناء على تفاهم مسبق بين باريس ونواكشوط.