شب في الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين الفارطين وفي حدود الساعة الثامنة ليلا حريقا في سوق الفريب في وسط مدينة القصرين تسبب في حرق واتلاف جزء كبير منه ومن ألطاف الله لم تنتشر النيران في كامل السوق وإلا لكانت الكارثة. وقد غطى دخان كثيف أجواء المدينة مما تسبب في صعوبة تنفس بعض الأهالي وقد حضر أعوان الحماية المدنية وأمكن لهم السيطرة على الحريق والحد من انتشاره وقد كانت الشروق حاضرة على عين المكان وشاهدنا الخسائر التي حلت ببعض التجار ممن شمل الاتلاف والحرق بضاعتهم وكانت علامات الحيرة بادية عليهم وتجمع عدد غفير من المارة والفضوليين وانطلقت التأويلات حول أسباب الحريق فمن قائل أن الأمر يمكن أن يكون عاديا نتج عن بقايا سجائر ومن متهم أطراف خفية بينما حمل البعض الآخر المسؤولية للحارس الليلي، ومهما اختلفت التأويلات فإن المتضررين ما يهمهم الآن هو كيفية تعويضهم عن خسارتهم خاصة وأنهم بصدد تسديد قروض لفائدة بنوك وللتذكير فإن هذا السوق يحتوي تقريبا على أكثر من 100 تاجر ملابس قديمة كل تاجر يدفع 90 دينارا شهريا لمكتري السوق باعتبار أن البلدية تسوغ هذا الأخير الى مواطن عن طريق بتة عمومية و2500 مليم يوميا بعنوان «المكس» وهو ما يستوجب حماية مقابل ما يدفعونه، الشروق تحدثت الى تجار هذه السوق الذين عبروا عن تذمرهم من الحالة التي يعيشونها حيث أنه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها السوق الى عملية حرق أو سرقة وطالبوا البلدية بانتداب حارس رسمي على غرار التاجر حمودة رابحي نظرا لكونهم يدفعون الضرائب للبلدية علاوة على معلوم الانتصاب لفائدة صاحب السوق رغم أن البطحاء التي ينتصبون فوقها تعود الى خواص وهو ما جاراه فيه عادل قرمازي الذي كان في حالة غضب شديدة وهو يتحدث الينا والذي طالب هو الآخر إما بتهيئة البطحاء الحالية أو إيجاد بطحاء محمية تعوضها، أما ذياب خليفي فقد تساءل عن سرّ دفعهم للضّرائب والحال أنهم لا يتلقون أية حماية مما جعل خالد أسودي يتدخل ويطالب بدورية قارة على غرار ما قبل الثورة، خلال وجودنا دار الحديث حول استقالة الحارس يوم الحادثة صباحا أي تقريبا قبل 12 ساعة من نشوب الحريق فسألنا عنه فوجدناه بين الحضور وهو السيد عمار حسني ولما سألناه عن سر استقالته أجاب أنه نتيجة عدم التزام بعض التجار بتسديد معلوم الحراسة وتحدث لنا عن الصعوبات والتهديدات التي يلاقيها الحارس من قبل اللصوص ، هذا وقد قام التجار المتضررون وهم أربعة صباح الاثنين بقطع الطريق الرئيسية من المدخل الجنوبي للقصرين المدينة احتجاجا على ما حصل لهم ومطالبين السلطات الجهوية بمساعدتهم على تجاوز محنتهم خاصة وأنهم مدينون الى البنوك فتدخلت دورية أمنية وحملت المحتجين الى مقر الولاية لمقابلة الوالي.