تداولت بعض صفحات التواصل الاجتماعي بناء على خبر صدر من محطة إذاعية خاصة ليلة الثلاثاء 13 مارس خبر تعرض سوق الجملة للخضر والغلال بحمام سوسة لعملية اعتداء وحشية أسفرت عن حرقه بالكامل، خبر سرى في المدينة كالنار في الهشيم وأثار ضجّة كبيرة فيها وفي بعض المدن المجاورة لها وأطلق العنان لجملة من التأويلات والتخمينات وبث الإشاعات حول أسباب هذا الاعتداء والأطراف التي تقف وراءه. ولكشف حقيقة ما جرى وتسليط الضوء على حقيقة ما حدث تحولت «التونسية» على عين المكان. وقد تأكد أنه وبعد تسعير بعض الخضر التي شهدت ارتفاعا هاما في سعرها وخاصة «البصل» من قبل الأجهزة الحكومية المختصة ، دخل السوق في ذلك التاريخ ثلاثة وسطاء (قشارة) وهم في حالة سكر واضح محتجين على هذا الإجراء الذي ألحق بتجارتهم حسب زعمهم خسائر مادية فادحة. وقد تعمّدوا بادئ الأمر إحداث حالة من الفوضى من خلال التفوه بالكلام البذيء وشتم عمال السوق ثم التشابك معهم بالأيدي ، وفي محاولة متقدمة لبث الفوضى والذعر في هذا الفضاء التجاري لشله عن النشاط عمدت هذه المجموعة إلى سحب مجموعة من الإطارات المطاطية كبيرة الحجم ومجموعة أخرى من صناديق البلاستيك وأضرموا فيها النار في المدخل الرئيسي للسوق . وقد أكد عمال السوق وبعض الفلاحين الذين شهدوا الحادثة ل"التونسية" أن الشرطة أبدت بطئا كبيرا في الحضور رغم اتصالهم بها مرارا وتكرارا. كما أكدوا أن مصالح الحماية المدنية التي تم الاتصال بها لإخماد الحريق لم تحضر بالمكان إلا بعد حضور أعوان الشرطة . ومن جهة أخرى فقد أكد لنا السيد «عبد السلام جغام» رئيس اللجنة الاقتصادية بالنيابة الخصوصية لبلدية حمام سوسة والذي حل بالسوق حال سماعه بالموضوع تشنج هذه المجموعة كما أكد لنا تلكؤ وبطء المصالح الأمنية في الحضور مما تسبب في استشراء حالة الفوضى في السوق والخوف والرعب في المدينة كما أكد أنه تمكن بمعاضدة رئيس مركز الشرطة من السيطرة على الموقف واقناع المجموعة بالانسحاب مما أعاد الهدوء والحركية للسوق مضيفا أنه لم يلحقه أي ضرر. وأعرب عن نية النيابة الخصوصية في تتبع الجناة. كما أكد عمال السوق وبعض الوكلاء والتجار أنهم لن يسمحوا إطلاقا بتكرار هذا الحادث والمس من سمعة السوق وصيته المتميز في الجهة الشيء الذي جعله محل ثقة عدد هام من الفلاحين والوسطاء وأصحاب النزل والمطاعم والتجار. كما دعوا السلطة القضائية إلى فتح تحقيق في الغرض حتى لا يتجرأ أحد في المستقبل على تعطيل النشاط في هذا الفضاء التجاري الهام.