تنطلق اليوم الخميس 22 جانفي وتتواصل على امتداد ثلاثة أيام فعاليات الملتقى الثالث للتعبيرات الثقافية والفنية عن المتوسطية ودعت الجمعية أكثر من ثلاثة وعشرين كاتبا وباحثا من ثماني دول من البحر الأبيض المتوسط مثل فرنسا ومصر والمغرب وايطاليا وأساتذة من تونس مثل الأساتذة محمد كرو وحافظ الجديدي وعبد الرزاق بنور ووجيه عياد وأحمد حيزم ومحمد زين العابدين والمنصف الجزار، ومحمد الغزي وغيرهم وستكون الجلسة الافتتاحية بإشراف الأستاذ الصادق القربي كاتب الدولة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا المكلف بالبحث العلمي والتكنولوجيا، مع الشاعر والديبلوماسي اللبناني صلاح ستيتية ثم مداخلة الدكتور احمد حيزم حول الذاكرة في الشعر العربي. ببرنامج الملتقى سهرة شعرية وسهرة موسيقية اضافة الى معرض ينظمه المعهد العالي لفنون الموضة بالمنستير ومعرض للصور الفوتوغرافية للفنان عماد بن صالح، يأتي هذا الملتقى في توقيت تحتفل فيه الجمعية بصدور العدد الثاني من مجلتها «تيتيس» وطبع أشغال الملتقى الأول. ذاكرة المتوسط عبقرية المكان عنوان هذه الدورة وقد كان عنوان الدورة الأولى «رؤى المتوسط» و»التصوف المتوسطي بين العلامة التراثية والإشارة التحديثية عنوانا للدورة الثانية وجاء في ورقة الملتقى الثالث. «ليست الذاكرة في ما نرى مفهوما فلسفيا ولا هي قيمة سرمدية مكبلة وإنما هي في ندوتنا واقع مادي يحيا في طينة العمل الفني، وإذا ما كنا نزعم أن الرهان في الدراسات الجمالية اليوم هو التأسيس النظري الخاص فإننا ندرك أيضا أن الخاص ذو نسب وأن نسبه غير شمولي طالما كانت لكل عمل فني هويّة تدلّ عليه لذلك لازم فعل التصرّف عمل الذاكرة وبدا جليّا أنه فعل الاختصاص الأمثل به تنضاف الذاكرة الى الذات فهو سبيل القارئ عليها وكل لحظة فنية هي لحظة تأسيس لمسلك جديد في ذاكرة تكاد تضمحلّ في ما تستحضر ولا تبقى منها غير معالم متقطعة إلا أنها فاعلة. فكأنما الفعل في ما يفتقها الى أفانين الجميل يفسد سرمديتها ويجريها في خضمّ الحياة الراهنة. تلك هي الذاكرة، حيّة في فعلنا، حمالة ثقافات وأزمنة، لكنها فريدة في كل صورة منجزة وذلك هو المتوسط، ذاكرة العالم ومهاد الحضارات، تجري في تردّد أمواجه تشعّبات المعتقد والفكر وصنوف العلم والفنون، مؤتلف في واحد، على تعدّده، لا تنطمس للجزء منه ذات، عن عبقرية المكان. وبناء على هذه الورقة التقديمية للملتقى ستنقسم الأشغال وفق ثلاثة محاور وهي: السنن والأعراف، التراث الحكاية والتعبير التواصل الذاتية وفعل التحيين والحداثة. وتتواصل الفعاليات يوم الجمعة في جلسات صباحية ومسائية بلغات مختلفة ومن توجهات نقدية ومداخل نظرية متعددة بحثا عن الذاكرة وفي الذاكرة اعتمادا على مدونات مختلفة منها السرد والحكاية والعلامات التعبيرية والموضة والشعر. حتى تتسنّى للملتقى اجابة عن أسئلة الراهن السياسي والاجتماعي والثقافي للمتوسط مثل مدى قدرة المتوسط فضاء على تعديل الكفة في عالم القطب الواحد وهل يقدر على استعادة دوره التاريخي الحضاري وماهي شروط الفعل المتوسطي في الحاضر؟ اضافة الى تعميق رمزية المتوسط من سلم وسلام وحوار والتقاء...