أخبار تونس – يعدّ موضوع الذاكرة من أكثر مشكلات علم النفس العلمية التي حظيت بالدراسة والاهتمام، وحققت تطوراً عظيماً، حيث تجري دراستها في فروع، ومجالات علمية عديدة بما في ذلك تلك العلوم التي تبدو وكأنها بعيدة عن علم النفس مثل تكنولوجيا الاتصالات وباستخدام مداخل متنوعة، وقد تمخضت هذه الدراسات عن حجم هائل من الأدبيات يقدر بثلث ما كتب وأنجز في ميادين علم النفس كلها. وفي هذا السياق ينظم المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” من 12 إلى 16 أفريل 2010 ملتقى قرطاج الدولي الثاني عشر حول “الإنسان-الذاكرة”. ويتناول الملتقى بالدرس عدة مسائل تتعلق بأهمية الذاكرة التي كانت فيما مضى عاملا قويا لنقل الحضارات البشرية والتي سيتم حاليا على ما يبدو تشغيلها بطريقة مغايرة نظرا للتحديات التي تفرضها وسائل الاتصال والمعلومات الحديثة وهو ما أبرزته الورقة التقديمية لهذه التظاهرة. وتبعا لذلك تحرص بيت الحكمة من خلال هذه التظاهرة على حوصلة المكتسبات التي لها علاقة بموضوع الذاكرة في مختلف المجالات من انتروبولوجيا وعلم آثار وعلم نفس وتاريخ وجماليات من أجل التساؤل عن المكانة التي يمكن أن تحتلها الذاكرة اليوم لتجديد “انسية ما بعد علم التوجيه والتوجه”. وللحديث عن “الإنسان – الذاكرة” تم تحديد أربعة محاور تكون منطلقا لمداخلات المشاركين هي “ماهي الذاكرة؟” و”الزمن الإنساني والذاكرة” و”الذاكرة -الثقافة –الهوية” و”الذاكرة الخلاقة”. ويشارك في هذه الدورة نخبة من الأساتذة الجامعيين والمفكرين والباحثين في مجالات علم النفس والفلسفة والتاريخ والانتروبولوجيا من تونس والمغرب والمملكة العربية السعودية ولبنان وإيران والكونغو وفرنسا وايطاليا. ويشار إلى أن للذاكرة تعريفات عديدة ومختلفة منها ما يرتكز على الطبيعة العامة للذاكرة وعلى بعض مراحل عملها من وجهة نظرية المعلومات ومنها ما يهتم بخصوصية الذاكرة البشرية في مستوياتها الراقية (هي ذاكرة المفاهيم والتعميمات والكلمات) ومنها ما يشير إلى الذاكرة من حيث قدرتها على الاحتفاظ بالآثار لفترة زمنية ما، قد تكون هذه الفترة شديدة القصر وقد تطول قليلاً ثم قد تمتد لدقائق وساعات وأيام وسنوات وربما مدى الحياة.