ندوة جهوية مهمة جدا قامت بها جملة من هياكل المجتمع المدني المهتمة بالتعليم بقفصة حول العنف المدرسي.
وللأمانة فإن المداخلات التي قدمت كانت عملية مركزة على استبيانات واستنتاجات.. وكانت الطرائق المقترحة تعتمد أساسا على أفكار وطرائق داخل المؤسسات التعليمية في حين كان من الواجب الغوص أكثر والتعمق أكثر.. والرجوع بنشأة الطفل... ومراحل إعداده في البيت والروضة.. وإلى جانب المدرسة هناك الشارع، وذلك انه بخلق أرضية سليمة لتأهيل الطفل ومعالجة أسباب وصوله إلى ما نشتكي منه الآن ترجع مسؤوليتها إلى جميع الأطراف والأوساط التي يعيشها الطفل انطلاقا من الأسرة التي بحكم عمل الوالدين كامل اليوم تتحمل دور الحضانة والرياض مسؤولية الأبوين دون أن تتأكد من واقع وسلامة هذه الفضاءات التجارية التي تواجدت فقط من أجل كسب المال.. ولا غير المال.
ثم نجد الطفل في وسطه الثاني (المدرسة) في حاجة إلى الرعاية والحماية من مضار الوسط الثالث (الشارع الذي لا يرحم) وهذا الأخير يعاني من أزمات التخلف وقلة التأطير والحماية والرعاية وخاصة وأن جمعيات ونوادي الطفولة تعاني الفاقة وقلة الإمكانيات وقد أدى ذلك إلى العجز عن تحقيق أهدافها والوصول بها إلى الهوان والتهميش وأمام ما عليه الكثير من فضاءات التربية والتكوين من ضعف وفقر أصبح دورها سلبيا بل مضر ومساعد على الزيغ، والانحراف والعنف والثابت أن ما عليه دور الحضانة والرياض وحتى نوادي الأطفال من إهمال وعدم الأخذ بأيديهم ماديا ومعنويا وقانونيا أصبحوا أكبر مساهمين في إشاعة العنف داخل وخارج المدرسة بل وفي كل مكان.