بعد سنة من الاحتفال بثورة 14 جانفي لازالت منطقة المكناسي مهمشة وفي طيّ النسيان فهذه المنطقة في حاجة إلى صيانة الطرقات نظرا لما تعرفه من رداءة وكثرة الحفر داخل شوارع المدينة. وأيضا سوء الطريق الرابطة بينها وبين مركز الولاية سيدي بوزيد هذا من جهة ومن جهة أخرى فهذه المدينة يمكن تسميتها بمدينة الظلام لافتقار شوارعها إلى الإنارة ليلا وهذه حكاية قديمة مع البلدية والتي لم تقدم شيئا بدورها لعديد الأحياء فهذه إذن دعوة مفتوحة إلى السلط المحلية والجهوية لإيلاء هذه المنطقة لفتة كريمة واهتماما بالغا نظرا للإرث التاريخي والنضالي لها وما قدمته خلال الحركة الوطنية من شهداء والذين ارتوت بهم هذه الأرض المعطاء.
فمنطقة المكناسي تزخر بعديد الثروات الطبيعية من ذلك الجبس والفسفاط ومادة الطين فلماذا لا يقع استغلال منجم الفسفاط؟ وهو بدوره يساعد على حل مشكل البطالة بالجهة إذن فأهالي المعتمدية يطالبون الحكومة بإعادة فتحه واستغلاله وهو ما يساعد بدوره على تنشيط الحركة الاقتصادية بالجهة التي تشهد ركودا.
كما أن المدينة تفتقر إلى عديد الضروريات مثل طب الاختصاص بالمستشفى المحلي وكذلك طب الجراحة مما يجعل المواطن يتنقل إلى مدن مجاورة كسيدي بوزيد وصفاقس وسوسة للعلاج ومن هنا جاء مطلبهم إلى أن يصبح هذا المستشفى المحلي مستشفى جهويا كما وعدت وزيرة الصحة السابقة لما قامت بزيارتها إليه.
والسؤال يطرح نفسه بخواطر المتساكنين فهل ستظل هذه المنطقة تعيش تحت طائل الوعود؟
وكذلك يجب أن أشير إلى أن جل الأراضي لم يقع تسوية وضعيتها العقارية وأيضا لم يقع ربط بعض الابار الفلاحية بالأسلاك الكهربائية في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وهو ما جعل الفلاح يكابد الخسائر المادية ويعزف عن ممارسة العمل الفلاحي رغم ثراء تربة هذه الربوع فهذه المنطقة حرمت في العهد البائد لكن لا مجال أن تحرم بعد هذه الثورة المباركة.
وأخيرا تبقى مسألة النهوض بهذه المدينة من مشمولات أبناء الجهة والذين لا بد عليهم من تكثيف مساعيهم وتوحيد ارائهم وتوجهاتهم الفكرية لإعادة الاعتبار لمنطقتهم.