عقدت حركة التجديد أمس لقاء صحفيا تم خلاله تقديم جملة من القرارات التي أفرزها المؤتمر الثالث للحركة الذي انتظم تحت شعار «توحيد القوى الديمقراطية لتحقيق أهداف الثورة».كما سيتم الإعلان عن توحيد الحركة مع حزب العمل التونسي ومستقلين عن القطب يوم 2 أفريل. افتتح اللقاء أحمد إبراهيم الأمين العام لحركة التجديد وتحدث عن بعض الجزئيات التي اثّثت المؤتمر الثالث للحركة ثم تدخّل عبد الواحد العباسي رئيس المؤتمر مبيّنا ان المؤتمر حدّد خارطة الطريق للحركة حيث تم فتح الأبواب أمام المنخرطين الجدد الذين بلغت نسبتهم اكثر من 90% من مجموع منخرطي الحزب ..ثم أشار الى انه لم يتم الاعتماد على الفصل التاسع الذي يحدد مدة ثلاث سنوات للترشح للجنة المركزية .
وأضاف العباسي انه يجب تعديل القانون الداخلي بحسب ما افرزه المؤتمر مشيرا الى انه خلال الاجتماع الاول للهيئة السياسية تقدّم اربعة أعضاء لعضوية المكتب التنفيذي وتم قبول ترشحاتهم و هم عبد العزيز المسعودي و سليم عرفة وفتحية السعيدي وليلى الحمروني (هؤلاء الاعضاء سيشكلون المكتب التنفيذي لحركة التجديد اضافة الى الأمناء الوطنيين الثلاثة وهم بوجمعة الرميلي وسمير الطيب وجنيدي عبد الجواد).وختم العباسي مداخلته بالتأكيد على ان أكثر من ثلثي الهيئة المركزية جدد موضّحا قيمة الطاقات الشابة في صياغة الملامح الجديدة للحركة .
اما بوجمعة الرميلي فقد اعتبر ان «التجديديين» نجحوا في مؤتمرهم و نجاحهم يتمثل في انتخاب قيادة «التواصل والتجدد» حسب تعبيره مشيرا الى ان التواصل يعني ان «التجديديين» لم يأتوا من عدم و لم تمطر بهم السماء بل هم نتاج الفترة الاصلاحية على امتدادها في تونس ,حسب تعبيره.
وأضاف ان حركة التجديد واعية بان تونس تعيش «ميلادا جديدا و اعادة صياغة المشروع التاريخي الوطني» ثم عرّج على بعض النقاشات التي اثّثت المؤتمر والتي كان موضوعها تحديد «هوية حركة التجديد» ثم قال انه «لو حاولنا تلخيص هوية التجديد فمحلنا من الاعراب هو خدمة الأهداف الوطنية ولو كان ذلك على حساب مصلحتنا الحزبية» ...واعتبر ان الخيط الرابط بين كل فترات تاريخ حركة التجديد هو «خيط الوطنية» وهو نفس الخيط الذي يحدد حراك «حركة التجديد» اليوم .
كما شدّد على ان هوية حركة التجديد ليست هوية خارج الأهداف السياسية وقال ان «افضل طريق لضياع هوية التجديد هي المحافظة من اجل المحافظة».
اما عن اهداف الثورة فقد اعتبر الرميلي ان انجازها «معركة» لان هناك خلافا في فهم هذه الاهداف, لكنه اشار الى ان الاختلاف لا ينفي الالتقاء حول «المسائل المشتركة» التي تهدف الى تكريس الديمقراطية .وأضاف ان هذه المعركة يجب ان يقبلها الشعب لان الاحزاب تتبارى لخدمة مصالحه.
وفي ما يخص نتائج انتخابات المجلس التأسيسي فقد اعتبر بوجمعة الرميلي انها افرزت صورة مغلوطة للخارطة السياسية تمثلت في هيمنة التيار الإسلامي قائلا «نحن نقبل نتائج الانتخابات لكنها لا تعكس الصورة الحقيقية للخارطة السياسية في تونس».
وعن مسار توحيد القوى الديمقراطية الذي كان شعار المؤتمر قال الرميلي ان الحركة دخلت في مسارين الاول سماه «المسار الاقرب» ويتمثل في التوحيد مع من تعرفهم الحركة ويعرفونها.. اما «المسار الأوسع» فيتمثل في ما تحتاجه البلاد .
كما اشار الى انه من المنتظر ان تجمع اتفاقية بين حركة التجديد ومستقلين عن القطب وحزب العمل التونسي يوم 2 افريل وذلك تمهيدا لمؤتمر اندماجي. ومن المنتظر ايضا تحقيق اندماج بين الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب آفاق تونس والحزب الجمهوري التونسي في 7 او 8 افريل ليحصل الالتقاء بين الكتلتين في شكل حزب موسع يوم 9 افريل القادم .
وبشان مدى بساطة عملية الاندماج و يسرها بين حركة التجديد واحزاب اخرى قال الرميلي ان هذه المسالة في غاية التعقيد لكن الحزب خطا خطوات هامة لطمأنة الاف المنخرطين على مستقبلهم واشار الى ان حركة التجديد أخذت تفويضا من المؤتمر بشأن التوحيد مع هذه الأحزاب.