انتظم مؤخرا بالمركز الثقافي نيابوليس يوم مفتوح للتشخيص المبكر لمرض سرطان الثدي لفائدة المعوزات من متساكنات مدينة نابل. هذا اليوم المفتوح أشرف عليه نادي INNERWHEEL نابل بالتعاون مع الجمعية التونسية لرعاية مرضى سرطان الثدي. وقد شهد هذا اليوم الذي يأتي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان إقبالا مكثفا من قبل الفتيات والنساء من المعوزات القاطنات بمدينة نابل خاصة وأن هذا اليوم المفتوح يمثل مناسبة لهن لكي يقمن بتشخيص مبكر لسرطان الثدي بصفة مجانية تحت إشراف أطباء صحة عمومية قدموا من معهد صالح عزيز بتونس. وقام الجراح الدكتور خالد الرحال وهو في الآن ذاته رئيس الجمعية المذكورة بإلقاء محاضرة تحسيسية على طريقة العرض بالفيديو. في بداية مداخلته قام السيد خالد الرحال بتقديم تعريف مبسط لسرطان الثدي وهو ورم خبيث يصيب أنسجة الثدي إذ تتحول الخلية الطبيعية إلى خلية سرطانية فتنقسم بسرعة وتتكاثر بصفة عشوائية لتُكوّن كتلة، وهو أول نوع من أنواع السرطانات يصيب المرأة في العالم وتزداد نسبة الإصابة به مع التقدم في السن وخاصة بعد الخمسين سنة. هذا وقدمت إحصائيات تُبين مدى انتشار هذا المرض في العالم وكذلك ببلادنا. فحسب منظمة الصحة العالمية، فإن عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي سنويا وصل إلى 12 مليون حالة ومرشح لكي يصل إلى حدود 20 مليون حالة بحلول سنة 2020 وهي تمسّ بدرجة أولى البلدان النامية والفقيرة، كما تسبب في وفاة حوالي 400 ألف حالة سنة 2002 بدول شمال إفريقيا. أما في تونس، فقد تم اكتشاف حوالي 14 ألف حالة إصابة بهذا المرض ومن المرجح أن يصل العدد إلى 20 ألفا في غضون سنة 2024. ولم يخف السيد خالد الرحال قلقه من تزايد حالات الإصابة بسرطان الثدي بتونس وقد أرجعه إلى عدة أسباب لعل من أهمها النقص الواضح في التحسيس والتوعية بخطورة هذا المرض وعدم وجود تقاليد بالمجتمعات النامية خاصة لدى النساء في مراجعة العيادات الطبية بصفة تلقائية ودورية. و من الأسباب الأخرى أيضا تحسن أمل الحياة بتونس (74 سنة للمرأة و71 سنة للرجل) خاصة وان الإصابة بهذا المرض مرتبط في أغلب الأحيان بالتقدم في السن (بعد سن الخمسين). وأسباب أخرى متصلة بالحياة اليومية كالإكثار من تناول الدهنيات الحيوانية وعدم إتباع نظام أكل سليم وصحي وكذلك الإقبال على المشروبات الكحولية والتدخين وعدم مزاولة الأنشطة الرياضية خاصة رياضة المشي، بالإضافة إلى مشاكل ازدياد الوزن والسمنة وأسباب أخرى متصلة بالمحيط كالتلوث. و قد دعا الطبيب الجراح إلى الإقبال على القيام بالتشخيص المبكر والتقصي لهذا المرض لضمان أوفر الحظوظ في الشفاء التام ولتفادي إمكانية استئصال الثدي والعلاج الكيميائي الثقيل والأشعة ولتقليص مصاريف العلاج. بيّن السيد خالد الرحال أن النقص الواضح في التحسيس والتوعية بخطورة مرض سرطان الثدي لدى النساء وضعف إقبال نسبة كبيرة منهن على عيادات الكشف المبكر والتقصي نتج عنه الازدياد الواضح لعدد المصابات بهذا السرطان إذ أن 25% من الحالات المصابة يتم تشخيصها مبكرا فيما 40% من المصابات وصلن إلى مرحلة متقدمة جدا من الإصابة و 20% من الحالات انتشر السرطان في كامل أنحاء الجسم. ومن جهة أخرى، صرّح أن نسبة 30% من حالات السرطان التي بالإمكان معالجتها دون اللجوء إلى استئصال الثدي تم تسجيلها في تونس مقابل 77% في أوروبا. و في آخر هذا اليوم المفتوح تم تمكين كل امرأة أو فتاة من رقم خاص بها وبطريقة سرية تمت عملية الكشف عليهن لغاية التشخيص المبكر لمرض سرطان الثدي.