أعلن رسميا في القاهرة أمس الأول عن شروع المخرج التونسي شوقي الماجري في وضع اللمسات الاخيرة لتصوير مسلسل درامي مضمونه الرئيسي الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت في الفترة بين عامي 1798 و1801.
كتبت قصة هذا المسلسل الدرامي الضخم المصرية عزّة شلبي وتشارك في انتاجه عديد الشركات الفنية العربية.وتعتبر السنوات الثلاث التي قضتها الحملة الفرنسية على الأراضي المصرية من أهم سنوات تاريخها المعاصر اعتبارا لما أولاه الفرنسيون من اهتمام بالثقافة والآثار والفنون في مصر رغم أن الهدف الأساسي لهذه الحملة له بعد سياسي، حيث عملت فرنسا من خلال هذه الحملة على قطع الطريق بين بريطانيا ومستعمراتها في الهند.وكان نابليون بونابرت قد قضى في مصر فترة قليلة قبل العودة الى باريس حيث عيّن الجنرال كلير على رأس الحملة...
هذا الأخير كان مآله القتل على يد سليمان الحلبي فتمّ تعويضه بالجنرال جاك فرانسوا مينو الذي سرعان ما أعلن اعتناقه الدين الاسلامي وتوّج ذلك بالزواج من فتاة مصرية مسلمة.ليلى علوي... أم المماليكوحسبما تمّ تناقله من أخبار حول هذا المسلسل «نابليون»، فإن الممثلة المصرية الكبيرة ليلى علوي ستجسد في هذا العمل دور «نفيسة» أم المماليك وهو أكبر الأدوار النسائية في هذا العمل في حين يقدم سامح الصريطي دور منشد ديني يعمل في مجال الغناء الصوفي ويبحر في الروحانيات من خلال أناشيده الدينية تبعا للسياق الدرامي للأحداث.ومن الممثلين الذين سيكون لهم حضورهم في هذا العمل نجد محمود الجندي وعبد العزيز مخيون وصبري عبد المنعم وفرح يوسف وسوسن بدر وشريف سلامة اضافة الى عدد من الممثلين الفرنسيين حيث سيسند الى أحدهم دور «نابليون بونابرت»...
تقنيون من تونسولئن تمّ إعداد مدينة خاصة لتصوير مختلف أحداث هذا العمل الدرامي التاريخي... فإن المخرج شوقي الماجري ووفاء منه لاختياراته الفنية سيستعين بعدد هام من الفنيين والتقنيين التونسيين في تنفيذ هذا العمل الذي تتوزع محطات تصويره بين مصر وسوريا.من السينما الى التلفزيونسنة 1985... عمل المخرج المصري الكبير الراحل يوسف شاهين على تصوير حملة نابليون بونابرت على مصر في فيلم سينمائي طويل حمل اسم «وداعا بونابرت».وفيلم يوسف شاهين لم يتعرض الى الحملة الفرنسية لمصر من الناحية العسكرية بل يتوقف عند الحوار الفكري بين الحضارتين من خلال قصة عائلة مصرية لديها ثلاثة أبناء أكبرهم يناضل ضد الحملة الفرنسية والثاني تربطه صداقة مع أحد جنرالات الجيش الفرنسي مما يسمح له بتعلم أشياء جديدة...واليوم وبعد أكثر من ربع قرن يعود المخرج التونسي شوقي الماجري الى هذه الحملة في صياغة درامية تلفزيونية هي الأولى من نوعها.شوقي الماجري...
وفاء للتاريخمنذ خطواته الأولى في التعاطي مع الاخراج الدرامي حافظ المخرج شوقي الماجري على خطه الذي يكتب التاريخ... فهذا المبدع أسس تقليدا ابداعيا خاصا به... تقليد يصوغ الأحداث التاريخية برؤية فنية متطوّرة فيها بحث وتجديد دون المسّ بالحقائق الثابتة والحقائق التي لا يمكن دحضها.شوقي الماجري كتب للدراما العربية بدرجة أولى انتاجات تاريخية خالدة منها: «توق» و«أبناء الرشيد» و«الاجتياح» و«أبو جعفر المنصور» و«عمر الخيام» و«مملكة النمل»... وغيرها من الانتاجات التي جعلت من شوقي الماجري أحد رواد وصنّاع الكتابة التاريخية في الدراما العربية على وجه الخصوص.