يجازف عدد من المواطنين بقرية أولاد عاشور من معتمدة بوحجلة (القيروان) بالمتاجرة في مواد تصنف من قبل الديوانة التونسية على أنها مهربة. وقد نتج حجز بعض الشاحنات في انفلات أمني..بسبب غياب التنمية! «الشروق» اقتربت من أحد المجازفين وحاورته حول دوافع اختيار هذا النشاط المخالف وما ينجر عنه من «توابع وزوابع» واستمعت الى مطالبه
محمد العيفاوي أصيل منطقة أولاد عاشور (بوحجلة) عرف نفسه على انه «تاجر مواد حديدية» يجلبها من القصرين. وتحدث عن آخر عملية قام بها مؤخرا مشيرا الى انه إثر رجوعه من فريانة برفقة 8من أقاربه على متن ثلاث شاحنات محملة بمادة الحديد المعد للبناء والتي تقدر قيمتها بقيمة 45 ألف دينارا قد اشتروها من مزود في وسط مدينة فريانة (القصرين) في وضح النهار وتحت أنظار الجميع من شرطة ومواطنين خاصة أن مقر المزود قريب جدا من مركز الشرطة حسب قوله. وقال العيفاوي ان عدة دوريات أمنية اعترضتهم وكانت الأمور عادية ولم يتم ايقافهم. وبين انه عند وصولهم الى مدينة سيدي بوزيد أوقفتهم دورية تابعة للشرطة واتهموا بتهريب كميات الحديد التي اشتروها (دون فاتورة) على اساس ان المتاجرة فيها غير مرخصة وزعم انهم تعرضوا الى العنف والاهانة، وأضاف أنه تم ايقافهم لمدة يومين وتم حجز الشاحنات المحملة بالحديد من قبل أعوان الديوانة بسيدي بوزيد.
خلال ايقاف ركاب الشاحنات بمركز الشرطة بسيدي بوزيد توجه عدد من أقاربهم ببوحجلة الى سيدي بوزيد لمعرفة أسباب الايقاف فتمّ اعلامهم أن الموقوفين حوّلوا الى القيروان وقال العيفاوي انه تم طرد اقاربه واهانتهم واغلبهم مسنون.
العجيب في الامر ومن خلال تصريحات محمد العيفاوي، انه يرفض عملية اغلاق الطريق ويعتبر انه لا مبرر له واشار الى ان بعض المواطنين عندما علموا بما حصل اعتبروه إهانة لهم بسبب حالة التهميش التي تعيشها المنطقة وعمدوا الى الاحتجاج واغلاق الطريق وقد حصلت عدة تجاوزات امنية وحالة من الانفلات. كما قال انه يرفض الظلم الذي تعرض له هو وأقاربه اثر ايقافه.
وأضاف العيفاوي انه رغم الوعود بتسوية الأمر واطلاق سراحهم والافراج عن الشاحنات بما حملت فانه لم يحصل كما وعد بعض المسؤولين الذين تدخلوا من أجل إعادة الهدوء الى مدينة بوحجلة وقال انه تمت تخطيته بخطية مالية قدرها 10 ألاف دينار وتم حجز حمولة الحديد التي تقدر قيمتها ب45 ألف دينار وذلك بعد مفاوضات غير عادلة حسب قوله وممالطة وتنقل بين صفاقسوسيدي بوزيد وتكبد مصاريف اضافية الى جانب خسائره جراء تعطل تجارته التي يعيل منها اسرة وافرة العدد قال انها تبلغ 20 فردا. التنمية قبل العقاب !
وطالب العيفاوي السلط المعنية بالتدخل العاجل لإعادة البحث في الموضوع ولإرجاع المحجوز وقال كيف يكون مهربا والحال انه اشتراه من داخل تونس. وقال انه لا يجد أي موطن شغل ليعيل أسرته سوى باب التجارة خاصة وأن بوحجلة بصفة عامة وأولاد عاشور بصفة خاصة تنعدم بها التنمية تماما ومعظم الشبان يعملون في مجال التجارة بين المدن التونسية الا أنهم يواجهون عدة صعوبات وعراقيل. وتساءل نيابة عنهم هل يريدوننا ان نموت جوعا» و»ختم بالقول على الحكومة ان توفر لنا موارد رزق قبل معاقبتنا على نشاطنا التجاري».