يشكّل تواضع البنية التحتية من طرقات وجسور الشغل الشاغل لسكان معتمدية وادي مليز من ولاية جندوبة. وتعدّ الجسور بهذه المنطقة الرابط الوحيد بين التجمعات السكنية الريفية ومركز المعتمدية. ومع مرور السنين ازدادت مخاوف السكان من العزلة خاصة مع تعملق حجم الأودية. في مقدمة الجسور المتواضعة بجهة وادي مليز جسر «معبر شريط» الذي يربط بين المدينة وعمادتي الدخائلية ووادي مليز الشرقية ولا يزيد ارتفاعه عن المترين وسرعان ما تغمره المياه والأوحال فيسبب شللا اقتصاديا للمدينة على اعتباره شريانا اقتصاديا يؤدي للمنطقة السقوية والتي تضم 3500 هكتارا وبانقطاعه المستمر لأيام وأسابيع تتعطل الحركة الاقتصادية للمنطقة عامة من الناحية الفلاحية ويصعب نقل المنتوجات والبذور والأسمدة والأدوية وكذلك تجاريا من خلال انخفاض نسبة رواد السوق الأسبوعية. كما تعاني عدة تجمعات سكانية تابعة للعمادتين (الدخائلية وادي مليز الشرقية ) من عزلة تامة وصعوبة حتى في التزود بالمواد الغذائية وأمام هذا الوضع تتعطل حركة تنقل التلاميذ وتصعب وكذلك المواطن بمختلف مشاغله بين غائب عن مقاعد الدراسة ومتكبد لمصاريف طائلة من أجل التداوي عند اتخاذ مسالك أخرى تزيد مسافة وتكلفة. المواطن اضطر الى تشييد جسر اصطناعي من الأشجار والحبال وأكياس الرمل يعبر فوقه المارة حتى لا تتعطل مصالحهم أما أصحاب السيارات والدراجات النارية فهم يخاطرون عند تراجع منسوب المياه ويمرون فوق الجسر لأنهم آمنوا أن المخاطرة رغم مرارة نتائجها قد تكون مسكنا للآلام قبل الحلول التي قد تأتي أو لا تأتي. حرص المسؤولين المحلين على توفير حل عاجل لهذه المعضلة كان واضحا وجليا من خلال زيارتهم اليومية للجسر القديم ومعاينة الوضع والتخفيف من هلع المواطنين وخوفهم من مخاطر العبور مع مطالبتهم من السلط الجهوية والمركزية بالتعجيل بحل جذري لهذا الوضع وهو ما عجل باقتراح دراسة للغرض ضمن البرنامج الإضافي لسنة 2012 ولكن السؤال المطروح هنا هل هذا الوضع الكارثي ينتظر دراسة ضمن البرنامج الإضافي أليس من المفترض أن يكون ضمن أولى البرامج خاصة وأرواح العباد في خطر وتعطل المصالح بمختلف أنواعها والعزلة طالت الجميع ؟