نظمت الرابطة التونسية للتسامح فرع بنزرت وجمعية «حرية وانصاف» مؤخرا ندوة فكرية اثثها الاستاذان احمد الكحلاوي ومحمد صالح النهدي، تضامنا مع الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى 32 ليوم الأرض التي بدأ الاحتفال بها لأول مرة في 30 مارس 1976. احتضن هذه الندوة المذكورة فضاء دار الشباب بسيدي سالم وتابعها جمهور محترم من المثقفين والطلبة والحقوقيين والجامعيين.
وقد افتتح اللقاء الذي انطلق على الساعة الثالثة السيد فتحي الغربي الذي رحب بالضيوف وبالحاضرين وبين بان احياء يوم الأرض هو تحية لكل الفلسطينيين وكل الاحرار في العالم, وهو وقفة ضد مخطط التهويد وسياسة العنصرية العالمية وذكر بان يوم الأرض بدايته تعود الى 30 مارس 1976. بعد ان شرع الكيان الصهيوني الغاصب في مصادرة الاراضي الفلسطينية واجتثاث السكان الاصليين وتهويد كل فلسطين حسب المشروع الصهيوني الاجرامي والعدائي بالة القمع والحرق, ثم احال الكلمة الى الاستاذ النقابي احمد الكحلاوي الذي صرح بانه سعيد بتواجده في بنزرت مدينة الجلاء والنضال والشهداء.:
وبعد ذلك بين الاستاذ المحاضر بان الصهيونية هي مصطلح ظهر في اواخر القرن التاسع عشر في أوروبا وتمحورت فكرته الاساسية على ان اليهودي لا يمكن ان يكون روسيا أو تونسيا أو أي جنسية اخرى بل انه ينتمي بالاساس الى الشعب اليهودي وهذا يقودنا الى ان الصهيونية هي إيديولوجية سياسية.في آخر المطاف تبقى الصهيونية حركة عنصرية قامت على اغتصاب ارض فلسطين. واضاف الاستاذ الكحلاوي بان بعض اليهود كانوا معادين للصهيونية لانهم يرون ان العودة الى ارض فلسطين هي خطيئة كبرى وعرج الاستاذ الكحلاوي على انه في مؤتمر بال سنة 1897 ظهر هناك من يعارض قيام دولة اسرائيل خوفا على مصالحهم في العالم بحكم تخصصهم وامتلاكهم للذهب بشكل قوي. لكن هذا التخوف زال بسرعة وتم الاتفاق على بعث دولة محتلة يسمونها «إسرائيل» حيث تم التسويق لها عبر العالم عن طريق الاعلام الذي يعد الة جهنمية عرفوا كيف يوظفونه لخدمة مصالحهم على المدى القصير والبعيد, وفي هذا الشان طرح المحاضر سؤالا لماذا تخرس الاصوات في العالم عندما يداس الحق الفلسطيني وترتكب المجاوزة وتعلوكل الاصوات الاخرى بما في ذلك المنظمة العالمية لحقوق الانسان وبعض الدول العربية والصهيونية كما لا يخفى على احد وكما نصت المواثيق الدولية جاءت بقرار اصدرته الاممالمتحدة حيث كانت المؤامرة ضد العرب وضد الاسلام لزرع كيان غريب لمنع العرب من أي حركة أو وحدة.ثم بين المحاضر استغرابه الشديد من بعض المورطين التونسيين الذين يربطون معبد الغريبة في جربة بتاريخ تونس الذي مر عليه 3 الاف سنة.
من جانب آخر بين الأستاذ الكحلاوي بأن النقابي المرحوم فرحات حشاد كان قد ارسل 600 تونسي للمشاركة في تحرير فلسطين الى جانب الفلسطينيين والعرب وكان من بينهم المناضل المرحوم لزهر الشرايطي الذي شارك في سنة 1962 في الانقلاب ضد الرئيس بورقيبة.. ومن غرائب الأمور أن عائلة المرحوم الشرايطي لا تعرف الى حد الساعة مكان دفنه
وبين المحاضر من جهة اخرى ان رئيس مصر الأسبق أنور السادات لم يستفد من التطبيع مع الصهيونية ولم يقدم خدمة لشعبه وابعاده عن الفقر والجوع وتحرير سيناء لكنه انتهى ومعه مبارك الى الجمع بين التجويع والتطبيع وسيادة منقوصة لتتعرى أكذوبة ان التطبيع سبيل لدفع الجوع.
كما استشهد الاستاذ احمد الكحلاوي في هذا السياق وحسب اعتراف وزير الزراعة في عهد السادات بانه تم جلب نوع من الاودية من اسرائيل مفيدة للأرض لكن بمرور الوقت تحولت الأرض الى بور.
واكد المحاضر من جهة اخرى بان علاقات الدولة التونسية مع الكيان الصهيوني قديمة منذ سنة 1955 منذ تحول المرحوم بورقيبة الى اريحا اما في عهد المخلوع فقد بعثت سفارة وكانت هناك طائرات سرية على ملك بلحسن الطرابلسي تقل من جربة الى تل ابيب وبذلك كان النظام السابق ضالع في الخيانة وبناء على ذلك طالب المحاضر بسن تجريم التطبيع في الدستور التونسي الجديد. اما المحاضر الثاني السيد محمد الصالح النهدي الذي تناول موضوع يوم الأرض المنطلقات والابعاد فقد اعطى لمحة تاريخية على قيام دولة اسرائيل سنة1948 وعمدت بمختلف الوسائل الى طرد الفلسطينيين وتهجيرهم ومن القوانين التي تبرر اغتصابها للاراضي الفلسطينية هذه الوضعية الصعبة دفعت بالقيادات الفلسطينية في الداخل عرب الجليل في شمال فلسطين بمدينة الناصرية على الالتقاء يوم 6 مارس 1976 وقرروا القيام باضراب عام في 30 مارس واطلقوا عليه يوم الأرض وقرروا ايضا الاعتصام امام الكنيسة الصهيوني وتقديم عرائض تطالب السلطة بالكف عن احتقان اراضي العرب. اضافة الى ذلك كونوا وفدا يذهب الى الاممالمتحدة ويقوم بالاتصالات اللازمة ولفت الراي العام الى خطورة ما تقوم به اسرائيل في حق الفلسطينيين.