يعيش قطاع التجارة بجهة الكاف أزمة كبيرة جراء ركود الحركة التجارية وعزوف الحرفاء وانخفاض أرقام المعاملات بالنسبة للتجار بصفة عامة، وهو وضع يهدّد التجار بالافلاس وينبئ بعواقب وخيمة قد تطال عدة أطراف وتؤثر على النشاط الاقتصادي بصفة عامة سيما بولاية الكاف. يجابه التجار بجهة الكاف صعوبات وعراقيل بالجملة في ما يتعلق ببيع وترويج السلع وقد أصبح وضعهم يسير نحو الأسوأ خاصة بعد الثورة سيما وقد لحقت بأغلبهم أضرار جسيمة عندما تعرضت متاجرهم الى الحرق والنهب وحتى التعويضات التي انتفع بها البعض منهم لم تكن في حجم الخسائر الحقيقية لتبقى دار لقمان على حالها. في هذا السياق تجولت «الشروق» وسط الفضاء التجاري «عمر الزغلامي» واستمعت عن قرب لمشاغل التجار.
السيد رفيق الجبالي وهو تاجر ملابس جاهزة أشار الى تدهور النشاط التجاري خاصة بعد الثورة حيث قلت المبيعات والسلع المعروضة في غياب التمويل الضروري خاصة وأنه فقد رأس ماله عندما تعرض متجره الى النهب والاتلاف كما أكد بأن التعويضات لم تكن في حجم الخسائر وختم بأنه ومثل بقية التجار يعاني من قلة التمويل من طرف المزودين الذين بدورهم يعيشون مرحلة صعبة ودقيقة حتمت عليهم التقشف في تمويل تجار التفصيل.
أما السيد محمد العبروقي وهوتاجر أحذية فقد بدا وضعه أصعب باعتبار أنه اضطر الى غلق المحل لمدة أكثر من سنة بعد ما تعرض اليه من نهب وتهشيم تسببت له في خسائر جسيمة فقد بسببها رأس ماله الذي لم يتمكن في ما بعد من تكوينه خاصة أنه مازال ينتظر التعويض حتى يتمكن من استئناف نشاطه ومجابهة مصاريف الكراء ومعاليم الضمان الاجتماعي والأداءات الجبائية.
غياب الأمن أثر بدوره على النشاط التجاري وكبل طموح التجار الذين باتوا غير مطمئنين على سلعهم ورأس مالهم و..... هكذا قال السيد لمجد مصدع أحد تجار فضاء الزغلامي وأضاف «لقد تراجعت المعيشة والمقدرة الشرائية لدى المواطن الذي أصبح يتجول وسط الفضاء ثم يغادر بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها.... نحن نواجه صعوبات لا تحصي ولا تعد انطلاقا من ارتفاع معاليم الكراء والضمان الاجتماعي... ووجود سوقين اسبوعيتين أثرا سلبا على الحركة ثم ان الجهة تعاني من كثرة البطالة وغياب المصانع القادرة على تحريك العجلة الاقتصادية ككل والنهوض بالقدرة الشرائية للحرفاء.»
البطالة قسمت ظهر المواطن وحكمت عليه بالعيش في زاوية ضيقة يتنفس فيها بصعوبة وينتظر الحلول .... هذا ما ورد على لسان مفيدة عثماني وهي صاحبة محل لبيع الملابس الجاهزة وتابعت «تمر جهة الكاف بصعوبات تجارية بسبب تفاقم ظاهرة البطالة وقلة المشاريع لا سيما المصانع الكبرى والشركات القادرة على استقطاب اليد العاملة ثم ان تقسيم المدينة لم يخدم قطاع التجارة باعتبار أن البلاد العربي لا بد أن تضم كافة النشاطات التجارية من مصانع وحرفيين وملابس جاهزة حتى تكون الحلقة التجارية متكاملة ومتناغمة من حيث الحركة.
من جهة أخرى لابد أن نشير إلى وجود سوقين أسبوعيتين من شأنهما أن يؤثرا على نشاط المحلات التجارية هذا فضلا عن تراجع السلع المعروضة بسبب الخوف الذي أصبح الهاجس الأكبر لدى تجار التفصيل والمزودين على حد السواء في غياب الأمن الكافي وختمت «المزودون أصبحوا متخوفين من المعاملات التجارية ومدى قدرة تجار التفصيل على تسويق السلع وعليه غيروا من شروط التعامل وطرقها تجنبا لكل ما من شأنه أن يضع أحد الاطراف في مأزق قد يعصف بنشاطه».
«بعد تعرض متجري إلى النهب والتخريب وجدت نفسي في بطالة قسرية في انتظار تمكيني من التعويض الذي طال موعده رغم قيامي باختبار ثان مثلما طلب مني « هذا ما جاء على لسان أيمن المعروفي الذي وجدناه بأحد المحلات التجارية جالسا الى جانب صاحب المحل ينتظر حل للبطالة التي فرضت عليه. أيمن أوضح بأن الحلول تكمن في تشجيع التجار من خلال حذف بعض الديون المتخلدة بذمتهم لفائدة المؤسسات الحكومية والبنكية ومراجعة معاليم الأداءات الجبائية والضمان الاجتماعي وختم بأن العراقيل كثيرة ولا بد من تذليلها.