اتهمت أوساط سياسية فرنسية أمس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتدبير حملة الاعتقالات التي تستهدف هذه الأيام اسلاميين في فرنسا وذلك في مسعى الى استغلال هذا الموضوع من أجل إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية. جرت أمس حملة اعتقالات جديدة في الأوساط الاسلامية وهي الثانية منذ حادثة تولوز وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وأجرى ساركوزي في تصريحات له مقارنة بين ما وصفها ب«الصدمة» التي أثارها اغتيال عدد من العسكريين والأطفال في حادثة تولوز بفرنسا وبين أحداث 11 سبتمبر 2001 معلنا أنه لن يتسامح على الاطلاق حيال الاسلاميين.
وقال مصدر أمني أمس إن الاعتقالات الجديدة استهدفت أفرادا منعزلين تنطبق على معظمهم نفس حالة محمد مراح وليس أعضاء شبكة منظمة، حسب قوله.
وقد جرت هذه الحملات خصوصا في روبيه (شمال) ومرسيليا (جنوب).
وفي الوقت نفسه وجهت أمس التهمة الى 13 إسلاميا متشدّدا أوقفوا الجمعة الماضي في فرنسا، بتشكيل «عصابة على علاقة بمنظمة ارهابية» وأودع تسعة منهم السجن.
ومن بين هؤلاء الاسلاميين زعيم سلفية صغيرة تطلق على نفسها اسم «فرسان العزّة» يدعى محمد اشملان عثر لديه على أسلحة.. ويشتبه في أن هذه الجماعة فكّرت في خطف قاض يهودي في ليون (وسط شرق).
وكانت اعتقالات الجمعة الماضي قد حظيت بتغطية إعلامية واسعة.
وفي الوقت نفسه منحت الحكومة الفرنسية أكبر قدر من الدعاية لعملية طرد الأئمة «المتشدّدين» أو رفض دخول دعاة مسلمين معروفين الى فرنسا بينهم الشيخ يوسف القرضاوي.
وعلى الفور بدأ خصوم ساركوزي في اتهامه باستغلال هذه الأحداث سياسيا قبل 18 يوما من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 22 أفريل الجاري و6 ماي المقبل.
وقال مرشح الوسط فرنسوا بايرو إن هذا النوع من الحملات البوليسية تحت اشراف قضائي لا ينبغي أن يجري كما اعتقد بشكل دعائي وفي إطار استعراضي.
وأضاف «إن الأمن والاخراج الاستعراضي أمران مختلفان».
من جانبه اعتبر فرنسوا هولاند الذي مازالت استطلاعات الرأي تعتبره الأوفر حظا للفوز في الجولة الثانية أنه كان ينبغي على الدولة أو ربما كانت تستطيع فعل المزيد قبل هذا الوقت دون أن يذهب الى حدّ اتهام ساركوزي باستغلال هذه المسألة سياسيا في خضمّ الحملة الانتخابية.
وفي المقابل قالت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري «أنا مع الحزم وليس مع الاستعراض ومازلت أشعر بالصدمة لرؤية التلفزيونات هناك».
لكن مكافحة الاسلاميين في فرسنا مازالت تلقى تغطية اعلامية متزايدة في الوقت الذي يسعى فيه فرنسوا هولاند الى إعطاء زخم جديد لحملته.