بالزغاريد ودموع الجماهير، بأعلام تونسوفلسطين، بهتافات ملأت بهو مطار تونسقرطاج «محطة الحجيج»، استقبلت رفات الشهيد البطل «عمران المقدمي» ابن قفصة المعطاء بالشهداء، نزل بعد غياب 24 سنة على أرض الوطن، ملفوفا بعلم «تونس»، مرفوعا على الأعناق.
كان باستقباله كل من السيد حسين العباسي أمين عام اتحاد الشغل، والسيد علي العريض وزير الداخلية وعدد من أمناء الأحزاب كشكري بلعيد عن الديمقراطيين التقدميين، ومحمد الابراهمي عن حركة الشعب، وسفير فلسطينبتونس سلمان الهرفي، وعدد هام من اعضاء الاتحاد العام للشغل وجمعيات مدنية ومئات من الجماهير التي كانت في الموعد منذ الساعة الثانية ظهرا في حين أن الرفات وصلت على الساعة الخامسة مساء.
حققنا حلمك
«لقد حققنا حلم الشهيد عمران المقدمي ليدفن في قفصة في بلده الأم، لقد عاد الى وطنه الحبيب تونس، في انتظار عودة الشهداء الباقين» هكذا قال حسين العباسي أمين عام اتحاد الشغل مضيفا «نشكر وزير الدفاع لتسهيل عملية نقل رفات الشهيد من لبنان الى تونس ومن تونس الى قفصة عن طريق طائرة عسكرية، ونعدكم كما نجحنا في احضار رفات عمران، سنعيد باقي الشهداء الى تونس ليدفنوا في وطنهم الذي لطالما دافع عن القضية الفلسطينية، وفي نفس السياق يضيف سامي الطاهري أمين عام مساعد «نجاحنا اليوم هو نجاح لكل التونسيين وسنواصل العمل لاسترجاع رفات باقي الشهداء، فعمران المقدمي كان بطلا من طراز رفيع، دفع عمره ثمنا لتراب فلسطين العزيزة وستبقى حاضرا في أذهاننا وعقولنا وضمائرنا».
العريض في الموعد
«أنا سعيد بهذا الاستقبال الكبير للشهيد عمران المقدمي وهذا ليس بغريب عن التونسيين الذين لطالما دفعوا بشهداء من أجل نصرة القضية الفلسطينية التي تعتبر من أهم القضايا التي يعتبرها التونسيون جزءا من تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم» هذا ما قاله وزير الداخلية علي العريض الذي كان حاضرا لاستقبال رفات الشهيد المقدمي معربا عن فخره بهذا الشاب الذي دفع عمره ثمنا للقضية الفلسطينية.
هتافات وشعارات
«يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح»، «يا عمران يا شهيد عن دربك لن نحيد» «أرض حرية، كرامة وطنية»، «لا أمريكا، لا قطر، التطبيع لن يمر» وغيرها من الشعارات التي رفعت أمس من قبل الجماهير التي كانت حاضرة، والتي لم تهدأ من شدة الصراخ باسم عمران الذي شرف كل التونسيين وارتفعت صوره في كل أنحاء المطار لتزين المكان.
عروس عمران
لبست احدى الفتيات فستان عرس أبيض زينه علم تونس سألناها لماذا ارتدت هذا الفستان في يوم عودة رفاق الشهيد الى الوطن فأجابت «لن أجد أفضل من عمران لألبس له فستان عرس، فهو الرجل الوحيد الذي يستحق ذلك»، وغير بعيد عنها كان «أبو أحمد» وهو فلسطيني مقيم بتونس سجن 15 سنة في سجون الاحتلال الاسرائيلي وتم اطلاق سراحه عن طريق تبادل الأسرى حاضرا فقال عن هذا اليوم التاريخي «شكرا لعمران» وشكرا لكل تونس التي لطالما احتضنتنا واليوم تؤكد أن هناك وحدة وطنية، فلن تنجح اسرائيل في زرع الفتن بيننا».
عمران في عيون السياسيين
وعن عمران المقدمي قال شكري بلعيد أمين عام حركة الديمقراطيين التقدميين» هو بطل سيذكره التاريخ، دفع حياته ثمنا لأرض فلسطين والتي نعتبر قصتها هي جزء لا يتجزأ من حياتنا وهذا الاستقبال الكبير يليق بهذا الشاب العظيم ابن قفصة المناضلة، أما محمد الابراهمي أمين عام حركة الشعب فقال «منذ 1936 و1948 وشباب تونس يدفع الثمن فداء لفلسطين من لزهر الشرايطي الى عمران وغيره من أبطال آمنوا «بحق فلسطين في وطن وعن حركة البعث وصف حبيب كراي عمران قائلا «هذا الشاب هو رمز للكرامة والوطنية وأطلب من الجميع ان لا يسيسوا هذا اليوم، فعمران ابن تونس ولا ينتمي لأي حزب سياسي.
أما سفير فلسطينبتونس سلمان الهرفي فقال «لن أقول سوى شكرا لكل التونسيين الذين آمنوا بقضيتنا، ودفعوا دماء شبابهم لنصرة قضيتنا، وعمران بطل لن ننساه، ومن جهته أكد جمعة ناجي سفير سابق وكاتب فلسطيني على ان الشعب الفلسطيني لن ينسى هؤلاء الأبطال الذين سطروا ملاحم بطولية على أرض فلسطين»، وسنظل نختزن صورهم وأسماءهم في ذاكرة ووجدان الاجيال القادمة وحتى يوم النصر.
واختتم هذا التأبين بكلمة ألقاها رشيد المقدمي شقيق عمران شاكرا نقابة وفاء اللبنانية لدعمها لاسترجاع رفات أخيه، ووجه كلمة الى العباسي قائلا «شكرا لمنظمتنا الشغيلة لهذه الجهود المبذولة لاسترجاع شهدائنا الى تونس الحبيبة».