علمت «الشروق» انه تم في الأيام القليلة الفارطة إدراج مدينة صفاقس بالقائمة التمهيدية للتراث العالمي ضمن منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» وهو ما يؤكد ولو بصفة مبدئية أهمية المدينة دوليا على المستوى التاريخي والحضاري. إن إدراج المدينة ضمن المدن التراثية قد يساعد على توظيف مقوماتها سياحيا وثقافيا مما يساهم لاحقا في تدعيم موقعها الاقتصادي.
وتشير بعض المصادر أن مشروع إدراج صفاقس ضمن التراث العالمي كان باقتراح جمعية «مجيدة بوليلة» ضمن فعاليات شهر التراث، لكن المشروع تعطل بقرار سياسي عقيم اتخذ قبل الثورة في إطار سياسة التهميش التي عانت منها الجهة طيلة عقود طويلة.
صفاقس وكما هو معلوم تزخر بالمعالم التاريخية الضاربة في عمق القدم وقد عرفت باسمها البربري «سيفاكس» واسمها الروماني «تبرورة « قبل أن تدخل التاريخ الإسلامي من بابه الكبير سنة 856 ميلادي حيث تم بناء سور مدينتها ومسجدها الكبير.
وحسب المصادر التاريخية، سيطر النورمان من صقلية على المدينة خلال القرن الثاني عشر إلا أن ذلك لم يدم طويلا، حيث تم تحريرها في فترة عبد المؤمن الموحدي، وفي الفترة الحفصية شهدت صفاقس ترميم معالمها الأثرية وإعادة بناء سورها بالحجارة كما ازدهرت خلالها التجارة التي أصبحت نشاطا رئيسيا بالنسبة لسكان الجهة.
وفي القرن السابع عشر ازدهرت المبادلات التجارية مع اسطنبول ودمشق والمشرق وأوروبا، وفي القرن الثامن عشر عرفت صفاقس ازدهارا معماريا ملموسا واتسعت المدينة بظهور حي جديد « الربض القبلي» وأصبح ما يعرف ب « البرج « المسكن الرئيسي لأهالي صفاقس كما نشأت مدينة جديدة من جهة البحر.
وتؤكد بعض المصادر التاريخية أنه في القرن التاسع عشر قدم اليهود والنصارى إلى صفاقس وخاصة من مالطا واستقروا بها، وظل نشاطهم التجاري محدودا إلى غاية انتصاب الحماية الفرنسية سنة 1881، وقد عرفت صفاقس في فترة الاستعمار اتساعا في محيط مدينتها.
ومن أهم المعالم الأثرية بصفاقس يمكن ذكر السور البالغ طوله 2000 متر والذي يحيط بكامل المدينة العتيقة كما أن الجامع الكبير الذي يتوسط هذه المدينة يعتبر مرجعا للمعالم الأثرية باعتبار قيمته الدينية والتربوية والاجتماعية.
أما متحف الفنون والتقاليد الشعبية فهو من أجمل المنازل بصفاقس ويطلق عليه «دار الجلولي» وهو شأن متحف الفن المعماري التقليدي ب «القصبة» وغيرها من المعالم التي جعلت صفاقس تدرج في الفترة الأخيرة بالقائمة التمهيدية للتراث العالمي ضمن منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو».