أدانت حركة النهضة في بيان رسمي جرى توزيعه عشية أمس خلال ندوة صحفية عقدها رئيسها راشد الغنوشي مرفوقا بالناطق الرسمي باسمها عامر العريّض ورئيس كتلتها في المجلس التأسيسي الصحبي عتيق «العنف اللفظي والمادي» الذي صاحب مسيرة 9 أفريل.
ونبّه بيان الحركة الى «خطورة الانحراف بالتنافس السياسي الى معركة إيديولوجية وحزبية ضيقة مضرة بمسار الانتقال الديمقراطي ومسارعة البعض بالاتهام المتعمّد لحركة النهضة بالعنف». وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي إنّ الحديث عن دكتاتورية جديدة على رأس الدولة فيه مغالاة واتهامات لم تبن على حجج موجهة للنهضة مؤكدا أن «تونس ليست مهددة بالدكتاتورية لكنها مهددة بالفوضى». كما قال «كنّا نتمنى أن تكون مظاهرة احياء ذكرى الشهداء في موقع من مواقع الشهداء أي في السيجومي أو في شارع 9 أفريل لكنها توجّهت الى شارع مُنِع فيه التظاهر».
وأكّد الغنوشي أن قرار غلق شارع بورقيبة قرار مؤقت قد يكون صائبا وقد يكون مخطئا لكن تغييره وجب أن يتم عبر التحاور أو عبر الادارة مثل التوجه الى المحكمة الادارية موضحا أن النهضة «لا تملك إلاّ أن تدين العنف من حيث أتى سواء من رجال الأمن أو من المتظاهرين، ففي المجتمع المدني ممارسة العنف ممنوعة وتجاوز القانون ممنوع» حسب قوله.
وذكر أيضا أن اتهام النهضة من قبل مسؤولين كبار في الاحزاب السياسية كان مجانيا إذ لم يبن على حجج أو أدلّة مضيفا «نحن ضد هذا الاستقطاب الايديولوجي السياسي إذ هو لا يساعد على عملية التحول الديمقراطي».
ونفى الغنوشي أية علاقة للنهضة بالأشخاص المدنيين الذين طاردوا المتظاهرين يوم الاثنين في شبه تنسيق مع أعوان الامن وهو ما استنكره المتظاهرون خاصة من الحقوقيين والناشطين السياسيين ونواب التأسيسي والناشطين في المجتمع المدني ممن اتهموا تلك الافراد بمليشيات الحزب الحاكم وتحديدا حركة النهضة قائلا «لا صلة للنهضة بهؤلاء بل هم ينتمون الى لجان ثورية لا تنتمي للنهضة».
ولمّح الغنوشي الى تآمر من قبل الخصوم السياسيين من أجل اسقاط الحكومة من خلال قوله «الحكومة ستستمر إن شاء الله ولن يزحزحها أحد سوى الانتخابات أو المجلس التأسيسي إن سحب ثقته منها أمّا التدافع الى الشوارع فلن يفضي الى شيء بل هو مجرّد ارباك للتنمية فالحاكمون يخطئون ومن حق من لا يشاركهم الرأي أن ينتقدهم بعيدا عن العنف الثوري الستاليني». كما قال «اسقاط الحكومة أمان وأحلام وتهيآت وأضغاث أحلام فالفاشلون في الانتخابات لم يقووا على الصبر 9 أشهر أخرى عن موعد الانتخابات التي سيجري تنظيمها في مارس 2013 بل هم مرّوا الى العنف الثوري الستاليني وأرادوا أن يحصلوا في الشوارع على أكثر ممّا نالوه في انتخابات أكتوبر الماضي».
كما نفى الغنوشي وقوع الحركة في أي شكل من أشكال الغرور مبرزا أنّها لم تحصل على 90 بالمائة كي تغتر بل هي حصلت على 40 بالمائة فحسب.