جاء «دربي» العاصمة في الوقت الخاطئ تقريبا الى درجة أن أحباء الفريقين استبشروا خيرا عندما علموا أول أمس أن امكانية تأخير هذا اللقاء واردة.
تشاؤم الاحباء يعود الى أن الفريقين غير جاهزين وذلك بالنظر الى المردود الذي قدماه خلال الجولات الفارطة وكذلك بالنظر الى الغيابات خاصة في صفوف الافريقي. انطلاقة اللقاء أكدت هذا التشاؤم اذ كان المستوى متوسطا بل رديئا أحيانا كثيرة ولم يبادر الفريقان الى الهجوم الا نادرا بل انهم فضلوا التصويب من بعيد وكأن كل لاعب لا يفكر الا في الالتزام بالواجب الدفاعي.
ثمار المفاجأة
عندما يتعلق الأمر بلقاء أجوار يمكن القول إن مهمة المدربين هي الأصعب ذلك ان معرفة الفريقين ببعضهما البعض تفرض المجازفة بادخال بعض التغيير في المراكز وكذلك في التركيبة وكثيرا ما تكون الكلمة الاخيرة لعامل المفاجأة وهو ما حصل فعلا في الشوط الأول اذ غير بن شيخة الكثير في تشكيلة الافريقي وخاصة في تركيبة الخط الأمامي عندما اقحم سيف الجزيري منذ البداية الى جانب المسعدي وايزيكال والحقيقة ان لا أحد كان يتوقع ان يغامر بن شيخة بهذه الطريقة والحقيقة أيضا ان هذا الأسلوب بعثر أوراق دي كاستال نسبيا لأنه فرض عليه ملازمة المناطق الخلفية وتعذر على بن منصور والدربالي التقدم الى الأمام الا نادرا أما مجدي تراوي فقد لازم مناطقه أيضا واكتفى بالواجب الدفاعي.
خلال الشوط الأول وبفضل مفاجآت بن شيخة كان الافريقي أفضل نسبيا وتحصل على بعض الفرص استهلها العكرمي بتصويبة قوية جدا بجانب المرمى في الدقيقة الثانية ونسج على منواله كل من سيف الجزيري في الدقيقة 21 والنفطي في الدقيقة 31 أما الترجي فلم ينشط الا على الجهة اليمنى أين يوجد سامح الدربالي الذي توغل لأول مرة في الدقيقة 18 لكن الرصايصي حول كرة نجانك الى الركنية ثم بعد ذلك من محور الدفاع عندما مرر المساكني الى الهيشري الذي حاول رفع الكرة بالحارس لكن مرت فوق المرمى.
هل كافأت الكرة ايزيكال؟
خلال الشوط الأول حاول ايزيكال وقطع العديد من الكيلومترات ولكن محاولاته كانت فاشلة أحيانا الى حد الغرابة لأنه كثير السقوط وكثير التمرير الى المنافس وكثير الوقوع في التسلسل ولكن الكرة أنصفته بالنظر الى المجهودات التي بذلها فسجل الهدف الأول في الدقيقة 41 بعد مجهود من الجزيري على اليسار ثم من المسعدي على اليمين.
تعويضات دي كاستال
مع انطلاقة الشوط الثاني راجع دي كاستال حساباته وأكدت تعويضاته أنه لم يكن مقتنعا باختياراته فأدخل العواضي وشمام دفعة واحدة مكان أفول وبن منصور لكن هذه التغييرات أثارت الحيرة لأنه لا يعقل ان يدخل المدرب تغييرين دفاعيين في نفس الوقت عندما يكون متأخرا في النتيجة لكن احكام الكرة رجحت كفة دي كاستال وكان المعوض (العواضي) وراء هدف الانتصار.
سلاح الكرات الرأسية
في الشوط الثاني وبعد التغييرات كان الترجي أفضل نسبيا ولكن تفوق الترجي لم يكن نتيجة التنويع في العمليات أو التصويب أو التسرب وانما كان بفضل الكرات الثانية والتصويب الرأسي في الدقيقة 49 عندما صوب العواضي خارج المرمى ونجانك في الدقيقة 59 على القائم والهيشري بين يدي الحارس في الدقيقة 61 الى ان جاء هدف التعادل عن طريق يوسف المساكني
اختصاص المساكني
تمكن المساكني من مخالفة مباشرة من تعديل وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي يسجل فيها المساكني من مخالفة مباشرة بعد ان سجل منذ أيام أمام بريكاما، المساكني استفاد من بهتة الحارس بن أيوب لأنه سجل في جانب القائم الذي اختار الحارس أن يقف بجانبه فهل هو اختصاص جديد ليوسف المساكني؟
نيران صديقة
بعد هدف التعادل تحرر الترجي وخاصة المساكني ونجانك واكتوى الافريقي ب«النيران الصديقة» خاصة ان الترجي عول في الشوط الثاني على ثلاثي افريقي (المولهي والهيشري والعواضي) اذ سجل هذا الأخير هدف التقدم عموما كان الترجي أفضل خلال الشوط الثاني وآمن بحظوظه وتحصل على عديد الفرص واكتفى بن شيخة بالفرجة على المنافس وكانت تغييراته خارج الموضوع اذ لم يتمكن المويهبي والجباري حتى من لمس الكرة كما ان الاندفاع الذي لعب به الافريقي خلال الشوط الأول قد أثر سلبا على اللاعبين بدنيا.
الانتصار العاشر على التوالي
حقق الترجي الانتصار العاشر على التوالي منذ قدوم ديكاستال في حين سجل بن شيخة منذ قدومه انتصارا واحدا كان في باجة أمام فريق يعيش أزمة واضحة ومازال مدرب الافريقي يتحدث عن التتويج وعن النجاح وعن تحسين المردود فمن يصدق هذا الوهم؟