لم تكن ليلى الكشرودي (25 سنة) تعلم ان الإصابة التي تعرضت لها اثر سقوطها من السطح ستكلفها القعود عن الحركة وملازمة فراش المرض طيلة 3 سنوات دون ان تجد العلاج اللازم، لكن تنشد اليوم من يساعدها لاجراء عملية جراحية. فهذه الفتاة التي سقطت من سطح منزل والديها بحي المنشية بالقيروان بسبب عدم توفر مدرج تتسلقه، لم تجد بعد إصابتها وبسبب الفقر ما تعالج به نفسها وما تنفقه من اجل إجراء عمليات جراحية تستوجبها حالتها الصحية الحرجة عسى تتمكن من رؤية الشمس من جديد بعد اشهر من ملازمة الفراش على جنبها الأيمن وهي عاجزة عن التقلب في الفراش او حتى تلبية حاجياتها البشرية ولا القدرة على الأكل ولا على الكلام بشكل سليم.
ألم وأمل
حكاية الفتاة الشابة ليلى انطلقت منذ ثلاث سنوات عندما وقعت من أعلى وتعرض عمودها الفقري الى إصابة على مستوى الفقرات التي تضررت جراء الإصابة وحرمتها القدرة على الحركة كما حرمتها لذة النوم. وحرمتها حقها في الحياة وحضن والديها.
كانت ليلى تشتغل في معمل للخياطة من اجل مساعدة والديها وكانت تتقد حيوية ونشاطا وحسن خلق. لكن منذ 3 سنوات توقفت ليلى عن الحركة وعجز الأطباء عن علاجها كما عجز والداها عن تعهدها بالفحوصات والتنقل بين المستشفيات وتخلفت عن العمليات. وحالت الظروف المادية للعائلة الفقيرة دون اتمام العلاج الذي يوصي به الأطباء. ولولا المساعدات القليلة التي تلقتها أسرة الفتاة ليلى وبعثت فيها بعض الأمل فان الجهات الرسمية والجمعيات تخلفت عن التدخل.
دموع ليلى تنهمر التي التهم المرض صبرها وعزيمتها وطالبت باكية بان تتدخل «الدولة» اي المسؤولين من معتمد ووال ووزير صحة ووزير حقوق الإنسان ورئاسة جمهورية وأطباء ومصحات الى مساعدتها على النهوض من جديد والوقوف على قدميها لتواصل حياتها وتخرج الى الشارع الذي غابت عنه منذ 3 سنوات قضتها ليلى على فراش المرض البارد تتهددها مضاعفات صحية أخرى نتيجة ذلك وسط عجز الأم بشيرة التي تعاني من مرض مزمن بدورها.
وعند مغادرتنا طالبت ليلى ووالدتها ان تتدخل الجهات المعنية وان يسعفها اهل البر والأطباء وان تتدخل الجمعيات والأحزاب وكل من في قلبه رحمة من اجل التدخل لعلاج الفتاة. وقالت الوالدة «ابنتي تعاني من المرض ولم يزرها احد ونهيب بالجميع التدخل لمساعدتها انها تذبل أمام عيني كزهرة تحتاج الى ماء ولا اجد كيف انقذ حياتها».