في كثير من الأحيان يعجز اللسان عن الكلام والقلم عن الكتابة عند مشاهدة حالات اجتماعية مستعصية وخاصة عندما يتعلق الأمر بحياة إنسان. إلا أن القلوب الرحيمة مازالت موجودة والصعوبات يمكن أن يتجاوزها الإنسان إذا ما اتحدت الأيادي واستيقظت الضمائر. وهذا ما تم فعلا في حالة الطفلة مرام بالزين التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات .فهذه البنت التي مازالت في عمر الزهور تعاني من مرض أصاب كبدها وإثر الكشوفات التي قامت بها تبين أن المرض خطير ولا يمكن علاجه إلا بزراعة كبد آخر.هذه الوضعية أدخلت الحيرة لدى عائلتها فكيف للأب العامل اليومي والذي تتركب عائلته من خمسة أفراد أن يوفر ثمن هذه العملية والتي تتطلب أموالا طائلة ولا يمكن إجراؤها في تونس.لكن سرعان ما تحركت مشاعر الناس وسارع كل من علم إلى مد يد المساعدة بما يقدر عليه. يقول السيد علي بالزين والد الفتاة «أنا فقير الحال ولا يمكنني حتى مجرد التفكير في هذه العملية المكلفة ولكن أهل الخير بعثوا لدي الأمل من جديد وأملي أن تشفى ابنتي «.هذه المجهودات التي يقوم بها بعض المتطوعين لجمع التبرعات لا تكفي إذ لابد من تدخل وزارة الصحة العمومية ووزارة الشؤون الاجتماعية وكل الجهات المختصة فهل تتمكن هذه الفتاة من إجراء العملية ؟ وهو أمر ليس بالمستحيل على هذا الشعب الذي إذا ما أراد شيئا فإنه لن يثنيه عن ذلك أية عقبات. في نفس هذا الإطار فإن البنت رنين السويهي البالغة من العمر ست سنوات تعاني منذ ولادتها من عدة أمراض مزمنة لم يجد لها أهل الاختصاص أي تفسير.فالبنت لا تسمع ولا تتكلم ولا تمشي .يقول والدها السيد التوهامي السويهي «لقد حملتها إلى مختلف المستشفيات وأجريت عليها العديد من التحاليل ولكن الحالة كما هي فأنا إلى حد الآن لا أعرف نوعية مرضها ولم يطمئني أي طبيب عن حالتها .لقد كان من المفروض أن تدخل هذه السنة إلى المدرسة ولكن حالتها لم تسمح وهذا ما زاد في ألمي «ويضيف هذا الأب وفي قلبه حسرة ولوعة «لقد انقطعت عن حملها إلى المستشفى لقلة ذات اليد فأنا ليس لي دفتر علاج وامكانياتي المادية ضعيفة وإني خائف مما هو آت». هذه بعض الحالات التي تتطلب المساعدة وإيجاد الحلول المناسبة لإنقاذ هذه البراعم فهل من آذان صاغية تعيد البسمة إلى شفاه أفراد العائلتين؟وهذا ليس صعبا على هذا الشعب.