تزخر جهة جندوبة بعدة ثروات طبيعية هامة ومتنوعة لم تستفد منها الجهة وأبناؤها بالقدر الكافي مما سبب غياب التنمية القادرة على تطوير الإنتاج وخلق مواطن شغل . من بين القطاعات التي لا تجد حظها من الاستثمار بالجهة هو قطاع تربية الحلزون رغم الوفرة الطبيعية لهذا المنتوج والعوامل المناخية الملائمة لتربيته ومع ذلك فعدد المشاريع المختصة في هذه التربية تعد على أصابع اليد .
المشاريع المنتصبة بالجهة والمتخصصة في تربية الحلزون على الطريقة العصرية هي تقريبا ثلاثة (عين دراهمطبرقة وادي مليز) وقد بدأ أصحابها رغم البداية الصعبة يتحسسون طريق النجاح بعد أن كسبوا خبرة التربية والترويج. وقد أمكن للمشاريع الثلاثة توفير ما يقارب المائة موطن شغل وهي قابلة للتطور حسب متطلبات الموسم. والتربية تقوم على تجميع الحلازين في بيوت مكيفة تحتوي على ظروف مناخية محددة ذات رطوبة معتدلة والغذاء في شكل مزروعات (الخص أهمها) وتربة ملائمة للتوالد والاختباء تحت الأرض لصنع القوقعة .
أصحاب مشاريع تربية الحلزون أكدوا « للشروق « أنهم يعيشون بعض الصعوبات من ذلك غياب الدعم وارتفاع تكلفة التربية والتغذية وكذلك صعوبة الترويج والعوامل المناخية التي تقف بالمرصاد في ذروة الانتاج وتتطلب مجهودات إضافية ومع ذلك فقد أكدوا أنهم بمرور الوقت اكتسبوا الخبرة واستطاعوا تجاوز الصعوبات بالصبر والمثابرة وإمكانية النجاح بتوفر بعض الدعم والتسهيلات وخاصة في الترويج كما أنه بات من الضروري تطوير منظومة تدخل مصالح الإرشاد الفلاحي وبرمجة ندوات وأيام تكوينية للمربين والباعثين الجدد حتى تتوسع فرص الاستثمار في هذا المجال .
الجهة بطبعها من الجهات المختصة بامتياز في إنتاج الحلزون وتحتل المرتبة الأولى وطنيا لكن استغلاله يتم على الطريقة التقليدية التلقائية التي تنطلق منذ أواخر الربيع وتتواصل لغاية أواخر شهر سبتمبر حين يختبئ الحلزون في أعماق الأرض ويغلق مخرجه بقوقعة ويتم الاستغلال التقليدي بواسطة الحفر والتنقيب ويتم بيع الكيلوغرام من هذا الاستنتاج بسعر بين 10 د و15 د في أفضل الأحوال في حين يتم ترويجه من طرف المزودين الذين يتنقلون للأرياف والأسواق الأسبوعية لجمع المنتوج للنزل وللتصدير بأسعار تتراوح بين 50د و100د .
الخصوصية الطبيعية للجهة و الإنتاج الوافر للجهة والإمكانية الهامة للربح والنجاح تشجع على الاستثمار في هذا الاتجاه لكن تبقى الاشكالية في المستثمر فهل يتم تخصيص عناية خاصة للاستثمار في هذا المجال بما يدعم الإنتاج أكثر ويوفر قدر كبير من اليد العاملة التي تحتاجها الجهة كثيرا .