اعتبر محمد الكيلاني رئيس الحزب الاشتراكي اليساري ان ما حصل يوم 9 أفريل يؤكد ان حركة النهضة بدأت في تنفيذ مخططاتها للهيمنة على البلاد ولتغليب أجهزتها على أجهزة الدولة. وقال الكيلاني في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر حزبه انه «بمثل الروح التي أظهرتها قوات الأمن يوم 9 أفريل والتزوير الذي قام به عدد من القيادات الأمنية للوقائع لا يمكن ان نبني أمنا جمهوريا فيأتي مسؤول ويقول انه تم استفزازهم في حين انه لم يتم القاء اي حجارة في شارع الحبيب بورقيبة في حين ان الضرب الذي قام به البوليس أخذ شكلا انتقاميا».
وأشار الى ان عددا من مناضلي الحزب تعرضوا لاعتداءات متعددة من قبل أعوان الأمن ومن بينهم فاكر الجملي الذي جاء مع مسيرة سيدي بوزيد والذي وقع ضربه «حتى انه لم يعد قادرا على تحريك أي جزء من جسده بعدها وهذه آلية انتقام وليست آلية أمن جمهوري» واضاف «يقول العريض ان القنابل الغاز المسيل للدموع ضربت في الهواء لكن هذا خطأ فقد وجهت نحو الأرجل والصدور واحدى رفيقاتنا وهي غزالة القاسمي ضربت بقذيفة الغاز على صدرها بمثل روح الانتقام هاته والتزوير الذي قام به مسؤولون كبار لوقائع يوم 9 أفريل لا يمكن ان نبني أمنا جمهوريا.
محرّمات وخطوط حمراء
واعتبر الكيلاني ان ما حدث في ملاحة رادس «أكبر دليل على انه لم يعد هناك محرمات أو خطوط حمراء أمام رجل الأمن ليس هناك الا الضرب والردع الانتقامي يريدون مصادرة مساحة الحرية التي افتكها الشعب بترهيبه وغرس الخوف فيه من جديد... اليوم النهضة بصدد المرور الى مرحلة الاستيلاء على السلطة وفرض ارادتها على المجتمع التونسي بعنصرين الأول وهو عنف الدولة الذي أصبحت تستعمله بقوة والثاني هو العنف الموازي أي الميليشيات والذراع السلفية».
وتابع موضحا «الغنوشي نفسه دعا لجان حماية الثورة أو اللجان الثورية والشباب النهضوي الى المساهمة في فك الاعتصامات، فما معنى ان تعتمد على أجهزة موازية لأجهزة الدولة؟ وقوات موازية لقوة الدولة للقيام بواجب الدولة وما معنى ان تستعمل مليشيات لحماية مقر وزارة الداخلية ورأينا كيف تصرفوا في اعتصام ولاية سيدي بوزيد أيضا وفي منزل بوزيان الاعتماد على الأجهزة الموازية هو محاولة لخلق مجموعات «لفشستة» الدولة فتدريجيا ستفرض الأجهزة الموازية سيطرتها على أجهزة الدولة وهذا مسار خطير وعلينا ان نعي ان النهضة دخلت اليوم في مرحلة جدية لتكريسه ولا يجب ان نأخذ الأمر على انه غلطات وان الانتخابات يمكنها تغيير الواقع الذي ستكرسه».
وأضاف «لقد أدخلت النهضة 16 واليا من أبنائها وأربعين معتمدا اضافة الى المدراء العامين في الوظيفة العمومية والمؤسسات الاقتصادية وهو ما يؤكد انها غير قابلة بالتداول على السلط وطارق ذياب كان أكثر صراحة عندما قال ان النهضة ستبقى في الحكم الى 2017 وهذا ماتروجه النهضة لدى قواعدها». أسئلة «الشروق»
كيف تتصورون التغيير ما دمتم قد قلتم بأنه لا يمكن تغيير الواقع عبر الانتخابات؟ فهل يجب ان تكون هناك ثورة أخرى؟
على القوى الديمقراطية أن تراقب المخاطر المحدقة بالانتقال الديمقراطي وسينجر عن ذلك قرارات أرجو أن تكون ايجابية وموحدة على الأقل في إطار جبهوي وتحول دون عودة الدكتاتورية من جديد فحتى الثورة الجديدة لا يمكن أن تكون ناجحة اذا لم تكن لها قيادات وبديل اجتماعي. يطرح على الجميع سؤال من الآن وهو ماذا سنفعل في الانتخابات القادمة اذا لم نكن مؤهلين لتعديل مسار الانتقال الديمقراطي وتهيئة الأرضية لمجتمع ديمقراطي والقوى الديمقراطية يجب ان تبتعد عن وهم انه يمكن التعامل مع النهضة بالعكس النهضة لها برنامج ولن تتراجع عن تنفيذه وفي النهاية ستفعل ما تريد.