لم يجد نواب العريضة الشعبية أنصارا كثيرين في الصفحات التونسية بعد حادثة أول أمس وتعرض بعضهم إلى هجوم عنيف من أنصار النهضة وثلاثي الحكم الذين يتهمونهم بالفوضى وتعطيل سير جلسات المجلس التأسيسي.
رغم عددهم الكبير في المجلس التأسيسي، لا يملك نواب العريضة أنصارا معروفين في صفحات الموقع الاجتماعي، لذلك لم يظهر من يدافع عنهم في خلافهم مع نواب النهضة باستثناء بعض أنصار اتحاد الشغل الذين نشروا خبرا حول توجه بعض نواب العريضة إلى مقر الاتحاد حيث استقبلهم الأمين العام السيد حسين العباسي وعبر لهم عن مساندته.
كما نشر بعض ناشطي اليسار معلومات تفيد أن نواب العريضة سينفذون اعتصاما في المجلس لمدة ساعة مع وضع الشارة الحمراء. لكن مثل هذه الأخبار لم تلق مساندة من جمهور الموقع الاجتماعي الذي يغلب عليه ناشطوالنهضة من جهة واليسار والمعارضة من جهة أخرى. وأغلب صفحات المعارضة لا تهتم بنواب العريضة ولا توظف خلافهم مع النهضة في الخصام السياسي، وكثير من رموز المعارضة فضلوا الصمت عما حدث، رغم التعاليق الحادة التي كتبها حقوقيون كثيرون ضد نواب العريضة.
ولم نجد مواقف تعارض قرار رئيس المجلس بإخراج نواب العريضة في الصفحات التونسية، لكننا قرأنا تعاليق كثيرة تعبر عن الغضب عما آل إليه المجلس من فوضى ونقص في الجدية في جلسة كانت مخصصة في الأصل للنظر في موضوع ضحايا الثورة. وكتب حقوقيون كثيرون أن ما حدث خطير ويتنافى مع ما ينتظره الشعب من النواب مثل الجدية والعزيمة في التقدم بأشغال المجلس. وتساءل ناشطون محايدون عن موقف القانون أوالدستور الصغير الخاص بالنظام الداخلي من طرد نواب انتخبهم الشعب ومنهم من المشاركة في أشغال المجلس. واعتبر حقوقي يدرس القانون في جامعة تونس أنه من حق رئيس المجلس أن يطرد أي عضويشوش أشغال المجلس أويعطلها، وأنه من جهة الأغلبية، يمكن لنواب ثلاثي الحكم الذين يملكون الأغلبية المطلقة في المجلس أن يطلبوا التصويت على قرار في هذا الشأن.
ومنذ أول أمس، نشر أنصار النهضة مقاطع فيديوعن تفاصيل وتطورات الخلاف بين نوابهم ونواب العريضة، وكذلك مقاطع فيديوتتضمن تصريحات زعماء الحركة في المجلس يستنكرون طريقة نواب العريضة في العمل، كما جاء في تصريح للسيد الحبيب خذر الذي وصف ما حدث بأنه «تهريج»، وأن رئيس المجلس مارس صلاحياته لمنع الانحراف بالجلسة إلى الفوضى. كما شنت العديد من الصفحات القريبة من النهضة حملة ضارية على بعض أنصار العريضة واتهموهم بأنهم تحالفوا مع بقايا التجمع الدستوري للحصول على مقاعدهم في المجلس وهذه التهمة وحدها تكفي لفتح باب الجحيم على أي شخص في الموقع الاجتماعي. وسريعا ما يجد نشطاء النهضة الطريق إلى السيد الهاشمي الحامدي زعيم تيار العريضة الذي يمثل أيضا أحد الأهداف المفضلة لشباب الصفحات التونسية من مختلف التيارات السياسية في الموقع الاجتماعي.
ومن النادر أن نجد في الصفحات التونسية أخبارا عن نواب العريضة أونشاطهم باستثناء نائبهم الأكثر شهرة في تونس السيد إبراهيم القصاص، لكنه لا يحضر إلا بسبب المواقف الساخرة التي يكون طرفا فيها بين الحين والآخر. وهكذا تمكن أنصار النهضة وثلاثي الحكم من شن هجوم متواصل على نواب العريضة دون أن يجدوا معارضة تذكر.