تسلط «الشروق» الأضواء على واقع الشبان بالنادي الصفاقسي بعد الجدل القائم في الآونة الأخيرة عن المقاييس المعتمدة لاقتلاع اللاعب مكانته بالتشكيلة الأساسية. أكثر من ولي يتهم الاطار الفني بالمحسوبية عندما يوجه الدعوة الى أبناء رجال الأعمال
الذين يمثلون مصدرا للدعم المادي لفريق ال«سي آس آس» وهو ما اصطلح على تسميته بدور المال الرياضي في التدخل في الشؤون الفنية لأصناف الشبان ليفقد العديد منهم مكانتهم بالتشكيلة الأساسية لا لجرم اقترفوه سوى أنهم ينحدرون من أصول اجتماعية فقيرة، في حين يحشر أبناء الأغنياء والعاملين بإدارة النادي الصفاقسي في التشكيلة الأساسية للفريق ويتحولون الى عبء ثقيل على زملائهم بمجرد أن يضخ الولي مبلغا ماليا بخزينة النادي عند انطلاق كل موسم رياضي . وعادة ما يفقد هؤلاء مكانتهم في التشكيلة الأساسية عندما يلتحقون بصنف الأكابر والأمثلة عديدة على ذلك . ويتحدث الأولياء بحسرة شديدة عن فقدان مركز تكوين الشبان الذي أسسه وموله لسنوات عديدة المنصف خماخم لدوره المعتاد في تكوينه لعدة لاعبين كانت خصالهم البدنية و امكانياتهم الفنية وراء اقتلاعهم لمكانتهم بالتشكيلة الأساسية، خاصة وأن هؤلاء قد ساهموا بقسط كبير في حصول فريق عاصمة الجنوب على عديد الألقاب المحلية والعربية والافريقية خلال العقدين الأخيرين..
بالمقابل يرفض المدربون هذه التهم، وقد أفادنا أحد المدربين «أن مستوى الشبان متقارب ومن الصعب التعويل على مجموعة معينة دون تشريك بقية العناصر، وما ينجر عن ذلك من حرمان البعض من فرصة ابراز كامل امكانياتهم البدنية والفنية» ، في حين أقر ممرن آخر بحقيقة ضغط المساهمين بمئات الملايين في خزينة الفريق في فرض أبنائهم بتشكيلة الشبان ويصبح هذا السلوك عبارة عن عملية استثمار اقتصادي باعتبار ما سيغنم اللاعب من أموال لو صادفه النجاح في صنف الأكابر. وبالمقابل أجمع المدربون على رفضهم لهذا السلوك وتذمروا من تدخل بعض الأطراف في تحديد التشكيلة الأساسية للشبان في نهاية كل أسبوع.
ويأمل الجميع أن تتوقف احتجاجات الأولياء وعدم التدخل في اختيارات الاطار الفني التكتيكية حتى يبقى النادي الصفاقسي قلعة لإنجاب المواهب الكروية وتكون الامكانيات البدنية والمهارات الفنية المقاييس المعتمدة أولا وأخيرا لاقتلاع أي لاعب لمكانته بالتشكيلة الأساسية بعيدا عن سيطرة أصحاب النفوذ المالي.