أنزل الستار مؤخرا على فعاليات الجلسات الثالثة للجزر الصغيرة بالبحر الأبيض المتوسط التي انطلقت بمدينة بنزرت. هذه الدورة التي هي الأولى من نوعها خارج أوروبا والتي استضافتها الدولة التونسية بعد دورتين بدولة فرنسا. هذه الدورة كانت تلبية لدعوة من وزارة البيئة وحماية الشريط الساحلي الذي اهتم بهذا الموضوع منذ عشرية وكذلك تواجد كفاءات تونسية عالمية أحدها المستشار البيئي بالمتوسط لحماية المناطق الساحلية الدكتور سامي بلحاج منسق المبادرة المتوسطية للجزر الصغرى، صحبة زميله فابريس برنارد موفد الاتحاد الأوروبي والدولي لحماية الشريط الساحلي ومنسق مبادرة (PIM) بفرنسا. هذه التظاهرة جمعت حولها عدة ناشطين في جمعيات بيئية وباحثين وفنيين وخبراء ومسؤولين وإطارات عليا وأساتذة جامعيين محاضرين قدموا من تونس ومختلف بلدان المتوسط، المغرب والجزائر وليبيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا ومالطا وتركيا وألبانيا وآسيا والولايات المتحدةالأمريكية لتقديم تجاربهم ولعرض بحوثهم ووجهات نظرهم في ما يهم الحياة سواء بهذه الجزر أو بمحيطها البري والبحري ولسائل أن يسأل لماذا الجزر الصغرى بالذات وما هي أهميتها وما هو دورها في هذا الظرف ؟ للإجابة عن هذا السؤال فإن المبادرة من أجل الجزر الصغرى بالبحر الأبيض المتوسط التي تعد أكثر من عشرة آلاف جزيرة وجزر صغرى ممتدة الأطراف من الفرييول مرسيليا إلى دراغونيا وجزر جالطة وزمبرا مرورا بجزر الحبيبة بالجزائر وتافولارا بسردينيا وسواحل مالطة وبحر الإيجي هو برنامج دولي لتطوير والمساعدة على التصرف في هذه الجزر بهدف حماية الأنواع البرية والبحرية التي هي عبارة على كنوز في التنوع البيئي يصعب الوصول إليها أحيانا هذه القطع تمكنت من تطوير نظام بيئي معتبر تحمي كائنات حيوانية ونباتية فريدة من نوعها في العالم إلا أن هذه الجزر هشة ومهددة نظرا للاستغلال البشري المفرط وتعددت الجلسات وتنوعت كانت بدايتها بتقييم تجربة 7 سنوات والتي تمت سواء بفرنسا حول إعادة تأهيل جزيرة Bagaud أو مقاومة التصحر بالسويرة la Patelle géante ومحمية جزيرة كالا إيريس بالمغرب ومحميتين طبيعيتين تابعتين لمرسيليا وRIOU وFrioul وجزيرة جالطة وزمبرة وما تشتملان عليه من تنوع بيولوجي وما تحويانه من مختلف أنواع الطيور البحرية والقارة والمهاجرة والحيوانات البرية والنباتات المهددة بالانقراض هذا بالإضافة لكونها محضنة لعديد الحيوانات البحرية والقوقعيات والطحالب النادرة هذا وكانت الجلسات فرصة للمتدخلين إلى الاستماع إلى التجارب التي قامت بها حول الحملات للقضاء على الجرذان التي وجدت مكانا لها منذ آلاف السنين بالطرق التقليدية ومدى تأثر الأوساط البيئية من جراء استعمال المواد الكيميائة والمبيدات للحد من انتشار الفئران نظرا لما تخلفه من أضرار على البيئة ومحيطها النباتي والحيواني برا وبحرا وخاصة الطيور هذا بالاضافة إلى اكتساح ومزاحمة بعض الحيوانات والنباتات الغير أصلية للبيئة من بينها تغير سلوكات بعض الزواحف، هذه الجزر مهددة في كل الأوقات من جراء التلوث المنجر عن تواجد السكان الأصليين أو الوافدين عليها من السياح نظرا لهشاشتها هذا بعض ما جاء في هذه الأيام في انتظار صدور البيان الختامي ولنا عودة إلى هذا الموضوع إن شاء الله