لقاءات أولى ومشاورات واتفاقات مبدئية مع الحكومة على التواصل والتعاون في مجال التمويل الاسلامي للمشاريع التنموية ببلادنا.. تلك حصيلة أولية لزيارة الدكتور حسين حامد حسان، مؤسس التمويل الاسلامي في العالم ومهندسه الحالي، إلى تونس، مرفوقا برئيس بنك التنمية العامة بلندن.
أعلن الدكتور حسين حامد حسان، رئيس مجلس إدارة البنوك الاسلامية، في لقاء اعلامي، عن نجاح لقاءاته الاولى مع مسؤولي الحكومة التونسية ومع رجال أعمال تونسيين والتي تم خلالها الاتفاق من حيث المبدأ على ادراج التمويل الاسلامي في الاقتصاد التونسي في انتظار استمرار التواصل بين الطرفين للمرور إلى طور التنفيذ.
رغبة الحكومة
قال د. حسان ان لقاءات جمعته والوفد المرافق له برئيس الحكومة حمادي الجبالي وبوزراء النقل والتعاون والتنمية والمالية وكذلك برجال أعمال. وقد أبدوا جميعا، وفق ما ذكره، رغبة شديدة للتعاون معهم في ما يتعلق بتمويل عدة مشاريع تنموية وضعتها الحكومة التونسية صلب اهتماماتها الاولية لتطور من خلالها وضع الاقتصاد في تونس وتُخفض من نسبة الفقر المرتفعة في بعض المناطق عبر مشاريع تنمية في الجهات المهمشة والمحرومة وهو ما يتطلع له الشعب التونسي في قادم السنوات. واكد «أب» التمويل الاسلامي في العالم أن تونس تتوفر منذ سنوات على بنية اقتصادية متينة ومتماسكة قادرة على تحقيق العيش الكريم والرفاهية للشعب وأن تقضي على الفقر، وأن الحكومة الحالية لها برنامج اقتصادي طموح وخطة تنموية قادرة على تدارك ما فات ولا ينقصها سوى التنفيذ (التمويل) وان التمويل الاسلامي قادر على ذلك إذا ما توفرت الرغبة من كل الاطراف.
بعيدا عن السياسة
شدّد المتحدث بالخصوص على أن نشاط التمويل الاسلامي ليست له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالصراعات الايديولوجية أو السياسية في إشارة إلى أن زيارته إلى تونس ليست لها أية علاقة بوجود حزب اسلامي في الحكم، بل الغاية أبعد من ذلك بكثير وهي ضمان التنمية والازدهار للإنسانية جمعاء بدليل أن التمويل الاسلامي لقي ولا زال يلقى رواجا في دول عربية واسلامية وأيضا في دول غير اسلامية (اوروبا أمريكا اللاتينية روسيا الاتحادية دول القوقاز افريقيا ).
مشاريع
ولم يذكر المتحدث مشاريع معينة وقع الاتفاق في شأنها مع الحكومة لكن ذكر بعض الامثلة التي تم استعراضها في سياق المحادثات على غرار مشروع سكة حديدية هامة ومشروع احداث خطوط مترو خفيف في مدينة كبرى ومشاريع طرقات عادية وسيارة ومشروع ميناء في المياه العميقة،في انتظار مزيد الاطلاع على مشاريع اخرى في قادم الايام إذا ما كُتب استمرار التواصل بين الطرفين.. إضافة إلى مشاريع أخرى تابعة للخواص وتهم أساسا بعث (مصانع خدمات)، وهي كلها مشاريع قابلة للتمويل بالطريقة الاسلامية إذا ما كانت مرفوقة بدراسات رسمية معترف بها لاثبات جدواها.
200 مليار دولار
من جهته، أكد السيد عبد الإله المالكي ( وهو تونسي )، صاحب ورئيس مجلس إدارة بنك التنمية العامة بلندن ان أغلب دول العالم اليوم بما في ذلك الدول الغربية ذات التقاليد الرأسمالية العريقة أصبحت تسعى إلى ضم التمويل الاسلامي إلى آلياتها الاقتصادية إضافة إلى آلية التمويل التقليدي بواسطة البنوك العادية مشيرا إلى أن الرأسمالية تسير اليوم في طريق شديد الانحدار ينذر بالخطر بسبب ارتفاع حجم الديون مقارنة بالناتج الوطني في عدة دول.
وقال إن التمويل الاسلامي ( أو الصكوك الاسلامية ) ساهم منذ بداية العمل به إلى اليوم في تنفيذ ( تمويل ) مشاريع بقيمة 200 مليار دولارعبر مختلف دول العالم، من ذلك مثلا أن «المعجزة « التي نراها اليوم في دبي تحققت بفضل التمويل الاسلامي على أيدي الدكتور حسين حامد حسان ( برمجة وآليات ودراسات وتمويلا) وكذلك التنمية في عدة دول عربية وغربية أخرى تعد اليوم نموذجا في التطور الاقتصادي.