عاشت دمشق أمس على وقع تفجيرات وعمليات انتحارية ذهب ضحيتها 11 شهيدا وعدد من الجرحى فيما «نعت» جماعة الإخوان المسلمين خطة كوفي عنان داعية المنتظم الأممي إلى تأكيد فشلها والمضي إلى الخطوات العقابية اللاحقة ضد سوريا. وقع تفجير إرهابي انتحاري أمس الجمعة قرب جامع «زين العابدين» ومدرسة «عائشة الصديقة» بالميدان وسط العاصمة دمشق أدى إلى سقوط أكثر من 11 شهيدا وعشرين جريحا من المدنيين وقوات حفظ النظام. تفجيرات وضحايا أما في منطقة الزاهرة الجديدة شرق الميدان فقد انفجرت عبوة ناسفة زرعتها احدى المجموعات الارهابية المسلحة في سيارة شرطة. وذكر مصدر في شرطة دمشق وفقا لوكالة الأنباء السورية «سانا»، «ان العبوة كانت ملصقة في اسفل السيارة من جهة اليسار ما اسفر عن اصابة شخصين». كما انفجرت عبوة ناسفة مساء أمس في منطقة «العدوي» بدمشق بالقرب من جسر كلية الزراعة للمشاة اسفرت عن وقوع اصابتين. إعلان فشل في هذه الأثناء , دعت جماعة الأخوان المسلمين في سوريا أمس الأممالمتحدة الى إعلان فشل خطة المبعوث الدولي «كوفي عنان». وطالبت الجماعة بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية، في ظل استمرار «خروقات وقف إطلاق النار» داعية الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» بأن يقرن إعلانه عن امتناع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار أن خطة السيد كوفي عنان منتهية في الوقت الذي يسقط فيه يومياً على أيدي العصابات المارقة عشرات الأبرياء». حسب زعمها. كما حثّ بيان الإخوان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية الى حين قيام حكومة تعبّر عن إرادة الشعب السوري»، داعياً المجتمع الدولي الى «إسقاط أية صفة تمثيلية لبشار الأسد وحكومته ومعاملتهم على أنهم مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سوريا». وفق نص البيان . وفي ذات السياق , دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دمشق الى احترام وعودها بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن «بدون تأخير». وأعرب بان كي مون، في بيان له، عن «قلقه العميق» حيال وجود قوات وأسلحة ثقيلة في هذه المدن أشار إليها مراقبو الأممالمتحدة على الأرض الأمر الذي يتعارض مع التعهدات التي قطعتها دمشق». تصعيد عربي وفي نفس الإطار, قرر وزراء الخارجية العرب الليلة قبل الماضية تكليف العضو العربي الحالي في مجلس الامن (المغرب) بمطالبة المجلس خلال اجتماعه في الخامس من ماي المقبل بإصدار قرار «لحماية المدنيين فورا» في سوريا. لكن القرار لم يتضمن اشارة الى الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة كما كان ينص مشروع القرار. وكانت نسخة اولية من مشروع القرار العربي تم تسريبها قبل انتهاء الاجتماع تضمنت اشارة الى الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة. وطلب الوزراء من المغرب طرح الرؤية العربية امام مجلس الامن و«التأكيد على ان تعامل الحكومة السورية مع خطة المبعوث المشترك (للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان) وقرارات مجلس الامن واستمرارها في ممارسة عمليات العنف والقتل ضد المدنيين السوريين وسقوط العديد من الضحايا كل يوم لا يتوافق ومهمة المبعوث المشترك واستمراريتها». وفق تشخيصهم للمشهد السوري . وكلف الوزراء الرباط كذلك بالدعوة امام مجلس الأمن الى «بدء العملية السياسية وفقا لخطة جامعة الدول العربية الصادرة في 22 جانفي الماضي» والتي دعت الرئيس السوري بشار الاسد الى تفويض نائبه بصلاحيات كاملة فور تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها السلطة والمعارضة». روسيا راسخة وعلى الطرف النقيض من القرارات العربية أكد ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد ان موقف روسيا الرافض للتدخل الأجنبي في تسوية الازمة السورية... لم يتغير. وقال مارغيلوف خلال لقائه وفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير المعارض السورية «نعتبر ان حل الأزمة السورية يمكن ان يجده الشعب السوري بدون تدخل خارجي.. ونحن لن نغير هذا الموقف». وأضاف وفقا لموقع «روسيا اليوم»: «بالنسبة لنا، فمن المهم البحث عن اي امكانية للحوار في سوريا.. ونحن مستعدون للمشاركة في اي جهود كانت والمساعدة وان نكون مفيدين في هذا الشأن».